السبت، 21 ديسمبر 2013


أغمر من حولك بالسعادة

اليك ما عشته الليلة الماضية :
السفر على متن طائرة خاصة , تم .
موكب الشرطة و الحراسة الشخصية , تم .
التواجد في سيارة رولز رويس فانتوم مع سائق , تم .
الاحتفال مع اناس تعتبر اساطير , تم .
12 مشجع يصرخون , تم .


الكثير منا لم يجرب حياة النجوم , ناهيك عن تجربة كل شئ في ليلة واحدة , و لكنني حصلت على ذلك عندما سافرت من مومباي الى تشناي اكسبرس جنبا الى جنب مع الممثل شاروخان لاستلام جائزة سيفاجي شوفالييه الليلة الماضية .
كان حدثا عظيما جرى بثه لجمهور علامي مقدر من عشرة ملايين مشاهد .
شاروخان تم نقله جوا 1300 كلم فقط لبضع ساعات .
انتظرت شاروخان في ردهة محطة شركة الطيران , الذي وصل متأخرا كالمعتاد , تعجبت ما الامر المهم في كل شئ كان على وشك ان يحدث .
و لكنني عندما انظر الى الوراء , اتسائل ما الذي أخيرا جعلني أهدأ , اكتشفت انها تقريبا هي الاشياء التي فعلها شاروخان على طول الطريق دون ان يلاحظها احد .
القليل من النكات التي تقاسمها مع ضباط الامن في المطار الخاص .
على غرار حارس الامن المفتول العضلات و الذي قرأ اسمه على شارته "آر. مينا" .
تحقق شاروخان منه عن اسمه مرة اخرى , و سأله الى اي مدينة ينتمي , و من ثم قال بابتسامة :: لا تكترث , سيدي , و لكن في فلمي , البطلة تدعى مينا .
كما اعطاه شاروخان نصف عناق اخوي , توهج الرجل من الاهتمام الذي لم يعطيه اياه العديد من الاثرياء .
على متن طائرة , تشالنجر 605 متوسطة الحجم الفائقة , تذكر ان يسأل الطيار اذا ما كانت الصور التي التقطت آخر مرة قد سارت على ما يرام , و ذكر مضيفة الطيران راجيا الحصول على المزيد من الحلويات السكرية الصغيرة التي قد اعجبته .
عندما دخلنا , كانت المقصورة لا تزال قيد التبخير و سحبا من الدخان الضبابي طفت عبر ركبنا .
و عندما بدأت مضيفة الطيران الاعتذار بكثرة , اوقفها قائلا :: لا , لا امانع - الا انني بدأت اشعر بانني اقوم باغنية رومانسية .
عندما هبطنا , كانت هناك رولز رويس سوداء خلابة في انتظارنا .
جلس بداخلها , و ابتهج شاروخان لاكتشافه ان الرولز رويس تحتوي على زر كتم صوت استريو السيارة ضمن نافذة المقعد الخلفي .
مع غبطة طفل مبهور , استمر بالضغط عليه مرة تلو الاخرى .
تحدثنا عن الفرحة التي يحصل عليها من المؤسسة الخيرية التي قام بها بالسر , و خططه لقضاء المزيد من الوقت فيها .
تحدثنا عن الصلاة و تنشئة اطفالنا ليتذكروا ابائهم بما ساهموا في العالم .


عندما توقفت سيارتنا اما بوابة الملعب , كان لا يزال في ملابس السفر - جينز ممزق و تيشيرت , حذاء رياضي و شعر اشعث - كان مستاءا من دفع كتائب الامن المصورين و الكاميرات بعيدا حتى يرتدي البدلة الرسمية خلف الكواليس .
قال مبتسما :: هذه هي الطريقة التي ابدو بها , ما هو الخطأ اذا ما كانوا يريدون تصويري ؟
تم تبديل الملابس بشكل سريع في الحافلة في وقت لاحق , و ظهر و هو يرتدي ربطة عنق فراشية الشكل و بدلة سوداء قاتمة و شعر مملس الى الوراء , كل شبر فيه يشير الى انه سوبرستار .
هتفت الجماهير عند دخوله , لوح لهم و جلس على طاولته في الصف الامامي .
عندما لفت انتباهه الى مخرج ما يجلس على بعد عدة طاولات الى الخلف مع عائلته , نهض شاروخان و سار داخل الحشود و عانقه .
ارسل لي المخرج رسالة SMS بعد ثواني لاحقا :: واو , لا استطيع ان اصدق شاروخان عانقني .
الذي سأتذكره حول هذه الامسية هي استعداده للقيام بامور ابعد مما كان متوقعا منه .
و هذا هو درس يستحق التعلم :: كيف تعطي حبا مطلقا للآخرين , فيندفع حبهم عائدا اليك , كما لو كان يملأ فضاء مبدع .
كيف تتوقف عن المحاسبة , المحافظة , الحماية ببساطة لتصبح عطوفا تبارك كل شخص تلتقيه لبعض الوقت .
ان تعطي بثقة مطلقة متأكدا ان الكون سيعيده دائما بنفس الخير .
او حتى افضل , ان تعطي مثل الشخص الذي اعطاه الكون بالفعل الكثير من الخير .
في الملعب , في أحر مساء في مايو , مع درجة حرارة تصل الى 40 درجة مئوية , كانت الحرارة شديدة حتى انه في غضون دقائق بدا شاروخان و كأنه مغمور في حمام عاصف .
و لكن ابتسامته لم تخبو .
و كذلك الحال عند استلام جائزته و وقوفه للاستماع الى خطاب استمر حوالي 20 دقيقة .
رقص مع الاطفال الصغار على المسرح طالبا منهم راجيا ان يغطوا على رقصه السيء .
مزح , أشاد , شكر , انحنى و فاز بقلوب اثنى عشر الف معجب .


ما احببته هي تلك اللحظة الصغيرة التي حدثت بعد ان حصل على الجائزة , عندما كنا في طريقنا الى الشاحنة الفاخرة .
فتاة صغيرة كانت متكأه على الجدار و ظهرها لنا , تتحدث على هاتفها .
قام شاروخان بخبث بالربت على كتفها و مشى قدما دون ان يلتفت .
عندما التفتت نصف التفاته و رأت الذي ربت على كتفها , كاد الهاتف ان يسقط من يدها .
هذا لا يعني ان شاروخان كان مثالا اعلى للفضيلة طوال حياته , او حتى في كل مساء .
فهو مشتت , لاذع , و حتى حاد الطبع في بعض الاحيان - و لكن عندما يهدأ يغمر من حوله بالسعادة .
انا اعلم ان بعض وعوده السخية التي قدمها لن تتحقق .
بعض من التواضع هو ضرورة عامة .
و لكن في تلك اللحظة , ما يهم هو رغبته في اعطاء الفرح .
في منتصف الليل , بدأ التعب ببطء يأخذ طريقه الى عينيه المتوترة و تعمق الخطوط حولها .
و لكنه بطريقة او باخرى لم يسمح لها بالظهور .
بالرغم من انه تحت العلاج لتشنج شديد في ظهره و نظرا لاحتياجه لاجراء عملية في غضون اسابيع قليلة , مكث حتى 4.00 صباحا - الى ان قام طياره الخاص تذكيره بنفاذ الوقت المسموح لهم بالطيران فيه .
بعد الاحتفال , توقف لالتقاط الصور مع كل معجب طلب منه ذلك - ممثلين و مخرجين من جنوب الهند , فتيات صارخات من طاقم عمل حفل الجوائز , زوجات المديرين التنفيذين المتوهجات , ممثلات ناشئات , مسؤولون في الشرطة , معجبين عشوائين ... و اخيرا , حتى المصور الذي كان يأخذ الصور طلب منه الحصول على صورة تذكارية .
بعد ان تم القيام بكل شئ , أوصلته الى المطار .
و كان من الطريف ان ترى المحطة الساكنة تنبض بالحياة مع التفات الرؤوس و همس الاصوات :: هل هو ... ؟ حقا هو ... ؟!
من خلال الواجهة الزجاجية يمكن ان ارى شاروخان , الميت من التعب ذا عيون نصف مغمضة من النعاس , يبدأ بسلسلة اخرى من التحيات بينما كان يسير مع فريقه الى طائرته .
بعد بضع ساعات من النوم سيتوجب عليه الاستيقاظ للتصوير في مدينة اخرى .
يبدأ يوم آخر من حياة نجم .
عندما قدت عائدا من المطار وحدي , شعرت ان الرولز رويس كبيرة و فسيحة و ...
فارغة .
سر حياة النجم , الذي تعلمته , انها ليست كامنة في السيارة التي تقدر بــ 2 مليون دولار او طائرة بـــ 22 مليون دولار , بل تكمن في اعطاء جرعات من الحب بكميات كبيرة .
انه في ان تغمر من حولك بالسعادة .
و كمية الفرح التي تعطيها للآخرين هو ما ينعكس عائدا اليك , سواءا كنا رجال اعمال , سياسين , معالجين , موظفين اجتماعين او ممثلين .
و اعطاء الفرح لمن حولنا هو شئ يمكننا جميعا القيام به اينما كنا .
سواءا كنا نجوما ام لا , يمكننا جميعا ان نغمر من حولنا بالسعادة .

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق