الأربعاء، 13 يناير 2016


ما الذي يجعل شاروخان من ألمع النجوم من بينهم جميعا


هناك نوع معين من الذكاء الذي دائما ما يقترن مع شاروخان .
و من الجدير بالذكر أنه يعكس نوعا معينا من الفكر لأنه في الهند نميل عادة إلى الفصل بين " الترفيه " و " الحياة الحقيقية " , بين " الممثل " و " السياسة " , و كأن كل الخيال الذي يتم إنتاجه , كل مشهد كوميدي يثير الضحك , كل ممشهد قتال ليس له أي إتصال مع الحياة الواقعية .
إنه شاروخان , و ربما فقط شاروخان , الذي هو قادر على طمس هذه الفروق , في حياته الواقعية و كذلك التمثيلية .
كيف , قد تسأل بعد مشاهتدتك لفلمي Dilwale و Chennai exoress , هل هذه حياة حقيقية , و كيف يكون شاروخان عامل الربط ؟
أنا أؤمن بأن هناك شئ ما حول شاروخان , شئ ما لا يمكنني تسميته , ذلك الذي يجعله محبوبا أكثر من غيره من الممثلين في طبقته .
سلمان خان , بالرغم من شعبيته الجنونية , إلا أنه لا يبدو تماما الرجل الذي نطلق عليه حاد الذكاء أو ثاقب البصيرة .
أميتاب باتشان , يوصف بأنه من أعظم الممثلين في الهند , إلا أنه يبدو قليلا أكبر من اللازم بالنسبة للحياة الواقعية .
عامر خان , المعروف بالتمثيل في بعض الأفلام الأكثر ذكاء في بوليود , إلا أنه ليس لديه فحسب تلك الجاذبية العالمية .
لنفهم ذلك تماما , لابد من أن نعود إلى المكان الذي جاء منه شاروخان , العاصمة دلهي , المدينة التي يقطنها ما يقرب من 10 ملاين شخص - هو جاء من عائلة عادية من الطبقة المتوسطة , درس في مدرسة St. Columba المرموقة - حيث حصل على سيف الشرف , أعلى جائزة في المدرسة , لكونه طالبا ممتازا - درس الإقتصاد في كلية Hansraj ضمن جامعة دلهي .
و من المعروف أيضا أنه بعد ذلك بقليل عمل بالمسرح ,  إلتحق بجامعة Millia الإسلامية - جامعة أخرى عريقة - و سرعان ما تزوج بجوري خان ... بالمجمل , نحن نخمن أنها كانت فترة حافلة للغاية بالأحداث بالنسبة للممثل .
هناك محلات سجائر تدعي أن شاروخان كان يعتاد التسكع حولها و مسارح تشتهر بأنه قد عمل فيها , كلها أماكن عامة من السهل الوصول إليها , و التي أصبحت أشياءً من الأساطير منذ سنوات عديدة .
و في خضم هذا أصبح ممثلا بوليوديا الذي إجتاز دربا مثيرا للإهتمام .
إنطلق مع المسلسلات التفزيونية , و سرعان ما تخرج شاروخان ليتألق في الأفلام حيث أن سحره كان لا يضاهى , موهبته و عمله الجاد أزهر في ظل حظة الجيد المسيطر حيث أنه بدأ يرسو على الأفلام المناسبة في الوقت المناسب .
و لم يمض وقتا طويلا قبل أن يجمع قاعدة جماهيرية عريضة و التي تنمو فحسب مع مرور السنوات .
كان تمثيله لعوبا و صبيانيا , أكثر مما نراه في ممثلين اليوم أمثال رانفير سينغ , الأهم من ذلك , أن آداء شاروخان بدى مباشرة من القلب .
كان الصبي المجنون الساكن بجوارك , ذلك الشخص الذي لا تستطيع إلا الوقوع في حبه - و الذي عزز ذلك قصة حبه الواقعية التي كانت مشابهة لما قدمه في أفلامه .
و من الجدير بالذكر أيضا أنه في نفس الوقت قد لعب أدوارا سلبية للغاية , كان أهمها فلمي Baazigar و Darr , و التي تظهر الأنا المظلمة داخل الصبي الوديع .
أيا كانت أوهامك الرومانسية , يمكن لشاروخان تحقيقها .
بعد نجاح فلم Karan Arjun , جنبا إلى جنب مع سلمان جان , جاء أعظم فلم لشاروخ حتى الآن - Dilwale dulhaniya le jayenge , واحد من أكبر الضربات في مسيرته - توقيت DDLJ لا يمكن أن يكون أكثر كمالا , فقد كان 1995 العام الذي شهد فيه إتساع الإقتصاد الهندي , و الثقافة الغربية قد بدأت تخترق الحياة اليومية الهندية .
الشرق مقابل الغرب الديناميكي قد لعب دورا في DDLJ , أن تنجر بكل الحب الضائع و تتبع قلبك كانت هي فحسب الترانيم التي تحتاجها الهند المضطربة .
الفلم القنبلة على الإطلاق و الأطول عرضا على الشاشات في السينما الهندية , DDLJ أسس سيادة شاروخان كبطل رومانسي .
هكذا بدأ بما يعرف صعود و إرتفاع شاروخان , فمع Yes boss , Pardes , Dil to pagal hai , Dil se , Kabhi khushi kabhi gham ,
Mohabattein , كان لا يمكن إيقافه و سرعان ما سيطر على البلاد .
سحره , خفة دمه , سلوكياته , نكاته , تصريحاته الشخصية حول حبه لأولاده , سلوكه المحترم إتجاه المرأة , ساهمت جميعا نحو تزايد شعبيته .
الأفلام الجيدة قد فسحت الطريق للمزيد من ألأفلام الجيدة , مثل Devdas ,
Kal ho na ho , Chalte Chalte , Main hoon na , Veer Zaara و Swades .
لم يعد فحسب صبيا واقعا في الحب بعد الآن - فقد كانت لديه معتقدات فكرية قوية حيث رفض تقديم التنازلات بشأن ذلك - على الرغم من أن الكوميديا و الرومانسية لم تخسر مكانتها قط .
و بحول هذا الوقت , كان شاروخان بالفعل نجما خارج المنافسة و بإمكانه أن يجذب الحشود فقط بإسمه .
حتى الإنتقادات الحادة لأفلام أمثال Rab ne bana di jodi و Happy new year لم تتمكن من التأثير على سمعته .
مشاريعه التجارية , التي تتضمن شركة الإنتاج ريد تشيليز إنترتيمنت و الملكية المشتركة لفريق الكريكيت كولكتا نايت رايدرز قد أسسته أيضا كرجل أعمال متميز .
إضافة إلى ذلك حضوره المدهش على المسرح و تأييداته لعلامات تجاريه لا تنتهي , شاروخان كان الممثل الذي لا ينوي الذهاب إلى أي مكان قريبا .
تزعم بعض التقارير أنه أحد الممثلين الأكبر و الأعلى أجرا في العالم , و آخرين يشيرون إليه على أنه أكبر نجم سينمائي في العالم , نظرا لإمتلاكه أكثر م 3.2 بليون معجب .
و لكن هناك شئ آخر , شئ ما فيه جعله محبوبا للغاية , شئ يثير ردود فعل متطرفة مما يجعلك تحبه أو تكرهه , و هو بالضبط ما أعتقد الذي جعله مشهورا بشكل لا يمكن تصوره , أنه لا يزال حقيقيا للغاية إلى حد بعيد .
كما أشار ذات مرة " إنه من المميز أن تكون عاديا ."
في الواقع , أحد أكثر الأشياء جاذبية بشأنه هو أنه مثلنا .
أجوبته الفكاهية تجعلنا نتمنى أننا قد قلناهم و شخصيته كبطل رومانسي تجعلنا نتمنى أن نكون مكانه .
لقد حول الإنسان إلى نجم , و لكنه أيضا حول النجم إلى إنسان , في كل مرة ألقى نكتة , في كل مرة تحدث فيها .
عندما يتحدث عن أطفاله , أسلوبه في العمل , مخاوفه من تزايد العمر , يبين لنا أنه على الرغم من مظهر نجوميته , إلا أنه واحدا منا .
ألا يمثل كل ما نرغب به , أن نكون " صادقين في الجوهر و بسيطين " بعد تحقيق الشهرة و الثروة ؟
شاروخان قد فعل كل ذلك .
هو نسختنا البارزة المرصعة بالنجوم .
أحد أفضل أساتذة الأدب الإنجليزي قال ذات مرة بينما كان يدرسنا الفكرة الرومانتيكية :: وليام وردزورث هو شاروخان في الأشعار الرومانسية .
في الـ وردزورث , كما يقولون , من الصعب التمييز بين الرجل و الشاعر - و يبدو أن نفس الشئ ينطبق أيضا على شاروخان .
قال شاروخان ذات مرة في إحدى المقابلات :: أنا لم أعد أوقع على الشيكات بعد الآن لأنني في نهاية التوقيع أكتب " مع حبي .
هذا هو شاروخان بالنسبة لنا , نجم للغاية و حقيقي للغاية في نفس الوقت .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق