الأربعاء، 20 يناير 2016


أنا أحب الإزدحام في مومباي ... فهو الوقت الوحيد الذي يمكنني فيه 
أكون مع نفسي

لقد إسترخى شاروخان مع صحيفة The Hindu حيث تحدث مع الصحفية نامراتا جوشي عن حبه العظيم للمدينة .


* في الأساس أنت صبي دلهي يعيش في مومباي ...
الآن أصبحت بنسبة 50:50 .
لقد كنت في عمر الـ 25 عندما أتيت إلى مومباي و أنا الآن في الـ 50 .
سأقول هذا بأسلوب الأفلام الهندية : إحداهما أنجبتني , و الأخرى ربتني , فـ لمن سأقول أمي ؟ (مشيرا إلى أغنية هندية شهيرة) .
و هكذا أنا ولدت في دلهي و ترعرعت في مومباي .
كلاهما مسقط رأسي .
والدي من دلهي و أطفالي من مومباي و أنا عالق هناك في المنتصف .

* و لكنهما عالمين مختلفين للغاية , أليس كذلك ؟
دلهي مدينة جميلة , لديها ثقافة مختلفة .
إنها المحور السياسي , لديها طرق أوسع و مراع أكثر إخضرارا .
الشئ اللطيف حول دلهي هو أنك تشعر و كأنك تعيش في تلك المدينة .
الآن هي أكثر إزدحاما و لكنها لا زالت لديها مناطق مريحة , حدائق و منتزهات كبيرة .
مستوى المعيشة هي أكثر إنسجاما مع متطلبات و إحتياجات الشباب .
أنت بإمكانك فحسب إلتقاط الكرة , و الخروج لتجد 5 منتزهات للعب فيها .
لقد جئت من عائلة من الطبقة المتوسطة المتدنية و لكن لا يزال هناك أراضي مدرسة Manavsthali و غيرها و غيرها .
في مومباي ذلك أمر صعب .
و لكن هناك الجانب الآخر .
أذكر أنني كنت في تشوباتي لأشتري vada-pav .
في دلهي عند الخروج لشراء شئ ما و عندما تطرح أسئلة مثل هل هو جيد , هل هو طازج , هل الأسعار مقبولة , يقول لك صاحب المتجر فليكن , لا تشتري , خذ شاي , أو على الأقل خذ بعض الكوكاكولا .
إنه أكثر بكثير لا مبالي و مسترخي , فكل شئ يتعلق بموقف " العمل بتأني "
و لكن عندما سألت نفس الأسئلة في مومباي أجاب رجل الـ vada-pav بأنه سوف يجعلك تتذوقه .
إذا كنت ترغب في الشراء فلا بأس أو إرحل فحسب .
ليس هناك موقف لا معنى له - أتذوقه , إذا كان جيدا بما يكفي بالنسبة لي فسوف يكون جيدا بما فيه الكفاية بالنسبة لك أيضا .
هنا كل شئ حول دعونا نقوم بتجارة سريعة و نمضي .
حياتي في دلهي تشعرني بالكثير من الإسترخاء - الأمسيات , الضباب , الأضواء الصفراء الساحرة .
في دلهي يمكنك تغادر المنزل من أجل الإستجمام .
في مومباي تغادر المنزل من أجل العمل .
أنا أحب ذلك , أنا حقا أستمتع به .
فأنا لست شخصا إجتماعيا .
أنا أضطر إلى القيام بالكثير من المظاهر الإجتماعية بسبب عملي و لكنني خجول للغاية , منعزل و لا أحب الخروج .
إنه ليس كما لو أنني سأخرج للقيام بنزهة في السوق , و لا حتى الذهاب إلى نيويورك للتسكع في الشوارع .

* لا يمكنك ذلك .....
حتى لو كان بإمكاني فأنا لن أفعل ذلك .
هناك الكثير من الناس تسألني عما إذا كنت أفتقد ذلك .
لا أشعر بذلك مطلقا .
أنا أحب الخروج و العمل .
أحب أن أرتدي حذائي في الصباح و أخلعها في الليل .
هذه هي جينتي الوراثية (DNA) .
آسف لا ينبغي أن أذكر DNA في صحيفة The Hindu .
سأقول أن مومباي تناسب طريقتي في الحياة .
أنا أحب العمل , فأنا مدمن عمل .
لذا أنا حقا أحب المدينة المنطقية .
إذا رغبت بالعمل ينبغي أن تكون في مومباي , ترغب في العمل بتأني و أن تملك نمط حياة أكثر إسترخاءً إذن عليك بمدينة دلهي .

* إذن أنت لا تفتقد دلهي على الإطلاق ؟
أنا لست متعلق بأي مدينة أو مستقل عنها .
لديهم هذا القول : الوجهة الوحيدة للإمام هي المسجد .
بالنسبة لي وجهتي هي الإستديو .
أستيقظ و أذهب إلى الإستديو و بعد ذلك أعود إلى المنزل .
في المنتصف أنا لا أدرك حتى الطريق الذي مررت به أو أي لوحة إعلانات فاتتني .
الأمر ذاته عندما أذهب إلى الخارج , لقد ذهبت إلى كل مكان تقريبا بإستثناء الصين
و روسيا .
و لكن إذا سألتني ألا تحب شوارع المغرب , حسنا أنا لا أتذكرهم .
قمت بالتصوير هناك , هي مدينة جميلة و قد كنت سعيدا , و لكنني ذهبت فحسب من الفندق إلى حيث كان من المفترض أن أعمل و من ثم عدت إلى الفندق .
في المساء أنا لا أخرج .
طاقم عملي يخرجون و لكنني أتناول الطعام في الفندق .
لقد ذهبت إلى كل مدينة في العالم , و لكنني لا أعلم أي شئ عنهم .
لقد ذهبت إلى أحد أكثر المدن غرابة و جمالا .
إذا تركتني في وسط إحداها و سألتني أي مدينة هذه الإحتمالات هي أنني لن أكون قادرا على الإجابة .

* إذن أنت لست شخصا رحالا ...
أنا أكره السفر و بالنسبة لشخص يكره السفر أسافر كل 3 أيام , إلى جميع أنحاء العالم , و في بعض الأحيان في طائرة خاصة .
كان من المفترض أن أكون في الفاتيكان اليوم أو أمس .
ذهبت إلى أدنبرة فقط ليوم واحد و من ثم عدت .
سوف أذهب إلى دبي أو لندن في غضون يوم أو إثنين .
كان من المفترض أن أكون في القاهرة .
لقد عدت للتو من دلهي قبل يومين .

* هل هناك أي شئ لا يعجبك في مومباي ؟
أنا أعلم أن الكثير من الناس تشكو من الإزدحام المروري و لكنني على ما يرام مع ذلك .
إنه الوقت الوحيد الذي أتمكن فيه من تصفح بريدي الإلكتروني و غيرها من الأشياء .
لأكون صادقا أنا أحب الإزدحام المروري .
إنه الوقت الوحيد الذي يمكنني فيه أن أكون مع نفسي .
المجال الذي أعمل به يتطلب أن أكون محاطا دائما من قبل الناس .
على الأقل مئة شخص في أي وقت , سواء كان تصويرا أو مناسبات عامة .
أحب الهدوء الذي أحصل عليه في إزدحام مومباي المروري , و كيف أنها تؤدي إلى تباطؤ الأشياء.
أحب الأمطار , أحب البحر .
واحدة من أولى ذكرياتي في مومباي جرت في مكان ما في المدينة , أنا لا أتذكر أسماء الأماكن حتى في الوقت الحاضر .
كنت قد ضعت .
كنت أتذكر الإستديو و لكنني لم أعرف أي منعطف يؤدي إليه .
أتذكر أنني مررت بتاج محل و كنت أسير مع فيفيك فيسواني (منتج \ صديق) و من ثم إنعطفت عند الزاوية و فجأة كان هناك إمتداد ضخم من البحر أمامي .
بالنسبة لصبي من دلهي قد كان ذلك مشهدا عظيما , بحر ضخم بعد فترة وجيزة من ذلك الممر الصغير بجانب تاج محل .
لهذا السبب كنت أريد دائما منزلا يطل على الشاطئ .
البحر يذكرك دائما بصغر حجمك .
أحب أن أخرج بين الفنية و الأخرى إلى الشرفة لألوح للجمهور , لآخذ صغيري لينظر فحسب إلى البحر .
أن تأتي من منطقة غير ساحلية فهذا يعني الكثير بالرغم من أنني لا زلت لا أعرف كيف تُأكل السمكة .

* لقد عشت في الكثير من الأمكان في جميع أنحاء مومباي أيام نضالك الأولى ...
في معظمها أقمت على هذا الطريق .
عندما جئت إلى هنا كنت أعيش في منزل عزيز ميرزا (منتج \ مخرج) و الذي هو بالقرب من هنا و من ثم إستأجرت مكانا وراء هذا المبنى بالتحديد , منزل مكون من غرفة نوم
واحدة .
كان ذلك مباشرة بعد الزواج و من ثم إنتقلت إلى شارع كارتر و الذي هو إمتداد لنفس هذا الطريق .
كان منزلا ركنيا في باندستاند , و من ثم إنتقلت إلى مانات .
لذا أنا حقا لم يسبق لي أن ذهبت لما أبعد من باندستاند و شارع كارتر في مومباي .
لقد كنت دائما صبي باندرا بالرغم من أنني عشت لفترة من الوقت في المدينة مع فيفك فيسواني .
كنت آتي من دلهي , أقوم بالتصوير و من ثم أعود إلى دلهي في ذلك الوقت .
فعلت ذلك لمدة عام و نصف .
لم أعش في مومباي إلا بعد أن تزجت و استوطنت هنا .

* بالشكل الذي وصفت به مومباي و دلهي ... هل لديك إنطباعات قوية مماثلة لمدن أخرى أيضا - بانغالور , كولكتا , تشيناي - أم أنها مرت مرور الكرام مثل المدن الخارجية التي قد ذكرتها في وقت سابق ؟
في كولكتا قد قضيت الكثير من الوقت على الطرقات .
على الأقل بين فندق تاج و الملعب رقعة كبيرة للغاية .
بانغالور قد ترعرت فيها .
أسرتي المترامية من حيدرآباد و قد عشنا في بانغالور , أنا اعرف بانغالور جيدا أيضا .
من الغريب كيف أنني تواجدت في كل هذه المدن .
لقد ولدت في دلهي , أمي من حيدآباد , أبي من بيشاور , أعمل في مومباي , أملك فريقا في كولكتا و لدي منزل في بانغالور .
لذلك أنا في كل مكان , لقد أمضيت وقتا في كل هذه المدن .
بانغالور الآن قد تغيرت كثيرا .
لقد كانت مدينة جميلة , كان يطلق عليها المدينة المكيفة .
في الآونة الأخيرة عندما ذهبت لرؤية منزلنا هناك وجدت أنه قد تحول إلى مركز تجاري .
هذا الجانب من المدن التي قد عشت بها قد تصدمك .
دلهي قد صدمتني .
أصبح هناك العديد من الجسور الآن و تحولت المنازل إلى محلات تجارية .
كان شارع ديفينس كولوني جميلا للغاية , الآن أصبح كله متاجر .
لدرجة أن بعض المدن في الهند قلقة من تلك الفروقات التي قد تسللت , و التي أشعر بها كلما كنت هناك .
مدنا قد عشت بها أستطيع أن أشعر بالتغيير الذي حل بها .
و لكنني لن أعرف الفروقات بين المدن الداخلية و الخارجية .
الآن سوف أقوم بالتصوير في حيدرآباد لذا ربما قد أتعرف عليها .
سوف أقوم بالتصوير من أجل فلم Raees في سورات , أحمدآباد و كوتشي .

* لذا مومباي هي موطنك الآن ؟
مومباي هي حيث نشأ بها أطفالي , و هم يتحدثون اللهجة الماراتية .

* لابد أن هناك بعض الأماكن المفضلة في مومباي في ذلك الوقت , و بعضها الآن ...
لم أذهب يوما إلى مركزا تجاريا - إلا من أجل الترويج .
أذهب فقط إلى مطعم أو إثنين , أحيانا أذهب إلى مطعم Olive .
و هذا يكون بالكاد مرتين في العام .
أحب الخروج مع الأصدقاء , إلى ملهى ليلي , و لكنني أحب العودة إلى المنزل سريعا لأنه من الصعب بالنسبة لي أن أكون في الأماكن العامة لفترة طويلة .

* حتى عندما كنت صغيرا , قبل 25 عاما , ألم تتسكع في أي مكان بشكل خاص ...
في الواقع لم أكن أبدا شابا , لقد أصبحت شابا الآن .
والدي توفيا عندما كنت صغيرا للغاية , ففي السن الذي يفترض أن أمرح فيه كنت أعمل .
أنا لا أقول ذلك بحزن لأنني عندئذ لن أكون ما أنا عليه الآن .
والدي توفي عندما كنت في 15 من عمري و قد كنت أساعد والدتي و أدرس في نفس
الوقت .
لم يكن ذلك أنني أقدم المساعدة لسيدة أعمال كبيرة , فقد كانت مساعدة من عمل يومي .
أتذكر عملي في باصات Bijwasan , و القيام بحجز الكيروسين , و من ثم العودة إلى الدراسة بالإضافة إلى اللعب .
و بحلول الوقت الذي مات به والدي كنت بعمر الـ 25 و كانت لدي أخت ليست على ما يرام .
لذا كان علي العمل فحسب .
لقد عملت فقط طوال السنوات الـ 25 الماضية .
الآن بما أنني قد عملت بما فيه الكفاية , لدي ما يكفي من المال , لدي ما يكفي من الشهرة , لدي ما يكفي من الأفلام التي أشعر أنها لطيفة , يمكنني أن أكون شابا .
لذا أنا ألعب البلاي ستيشن , ألعاب الطاولة , و الآن سوف أقوم بطلاء المدينة باللون
الأحمر .

* فلم واحد يمثل مومباي بالنسبة لك ...
لأنني قد عملت قليلا بشأن ذلك سأقول فلم ميرا ناير Salaam bombay .
سأقول فلمي Raju ban gaya gentleman .
هناك لحظات و تعليقات صغيرة فيه جميلة للغاية , مثل عندما ما قلت في الفلم " ليس هناك مكان للحب في بومباي ".
هذه الشخصية أخذ فتاته إلى معرض السيارات , تصرف و كأنه يتفحص السيارة حينما كان في الواقع يريد تقبيلها .
كل ذلك لأنه لا يوجد مكان في مومباي حيث يمكنك التقبيل بسلام .
كان غاضبا من شئ ما و رمى سيرته الذاتية في بانداستاند فحطت على زوجين متواجدين خلف الصخور , فاعتذر منهما و طلب منهما البقاء كما هم .
لا يوجد مكان للرومانسية في مومباي و فلم Raju ban gaya gentleman قد أظهر ذلك .
في دلهي يمكنك الذهاب دائما إلى إلى جامعة جواهر نيهرو .

* يقال أن دلهي هي المدينة التي فيها الناس واعين سياسيا و أن من هم في مومباي أكثر ميلا للناحية المالية , و أنت مزيج من الإثنين . لديك حسا سياسيا بالإضافة إلى أنك رجل أعمال ...
كانت أمي أخصائية إجتماعية , و والدي كان مناضلا من أجل الحرية .
معظم كبار قادة اليوم هم في سن والدي , العمر الذي سيكون عليه والدي اليوم لو كانوا على قيد الحياة .
لقد عرفت ذلك من خلال والدي , كأناس عاديين .
لم يتحدث والدي كثيرا عن الأشياء , بل جعلنا نقرأ الكثير من الكتب , خطابات نهرو , كان يروي لنا قصصا سياسية مثيرة للإهتمام جدا .
إن سمعت عن بعض الناس الذين هم قادة الآن , إن كنت على علم بـ جاقجيفان رام , موراجي ديساي , إن كنت على علم بـ أنيدرا غاندي , إن كنت على علم بهذه الأسماء , فعندها يصبح المرء على معرفة بهم بطريقة شخصية .
أنا لا أهتم بالسياسة , أنا غير سياسي بالفكر إطلاقا .
جميع الأحزاب و القادة رائعون .
أنا لا أعرف حول الأجندات , و لكن لدي توق للتعلم .
أحب قضاء بعض الوقت على شاشة التلفاز لمعرفة ما يحدث و ليس فحسب قضية بيتر و أندراني موخرجي .
أحب الجلوس لمعرفة ما يجري في ولاية بيهار و نيودلهي في الإنتخابات , كيف أصبحت الأمور في الوقت الحاضر .
ما الذي جعل حزب بهاراتيا جاناتا يفوز في الإنتخابات العامة .
أرغب أن أعرف عن كل شئ .
أريد أن يكون لدي علم عن جسيمات بوزون هيغز , أغنية ريهانا الجديدة , كيف أنشأ جاي زي - مغني أمريكي - شركته .
عندما يتحدث أطفالي عن أناس لا أعرفهم ... مثلما حدث بالأمس كانا يتحدثان عن هاردويل و لم أكن أعلم من يكون هذا اللعين هاردويل , فقمت بالإستكشاف عنه .
أنا الآن أعلم أنه مشغل دي جي , مهندس صوت و منتج .
أنا فقط بحاجة إلى المعرفة .
أحتاج أن أكون على علم بالأعمال التجارية .
لذا أنا أقرأ تغريدات السيد أناند ماهيندرا حول شئ ما لم أكن أفهمه و أحاول البحث بشأنه .
ما الجمعية التي كان يتحدث عنها هناك ؟
إذا لم أعرف شيئا ما فإنه يؤرقني , أقوم بالحث عنها في قوقل .
أقرأ عن الشعوب .
إذا ما كنت أقوم بقمة صحفية أو شئ ما للتلفاز و كان هناك متحدثين آخرين أو سياسيين أنا لا أذهب فحسب و أقول مرحبا من هو ذلك الرجل .
لابد لي من أن أعرف ما الذي يفعله ذلك الشخص , أحب أن أكون على بينة .

* حيث قلت أنك تحب معرفة الكثير , كم عدد الصحف التي تقرأها ؟
حتى العام الماضي كنت أقرأ الصحف يوميا و لكن لأكون صادقا أنا الآن قد توقفت عن قراءتها .
حالما أستيقظ يكون بجواري كوبين من القهوة و 4 صحف - صحيفة HT , TOI , Statesman لأن والدي إعتاد على قراءتهم , ثم بكشل غريب أصبحت صحيفة Midday تأتي في الصباح .
و من ثم هناك جريدة تجارية كانت تأتي أيضا و لكنني لا أقرأها , فأنا أجدها مملة .

* لماذا توقفت عن قراءة الصحف ؟
 أحد الأسباب أن أبرام يأتي إلى السرير و يفسدهم .
الصحف مرهقة , ما زلت لم أتعلم كيف أطوي الصحف للخلف .
أيضا , كان والدي يخبرني لتكون مثقفا ينبغي أن تكون قادرا على فهم كل ورقة من الصحيفة , ينبغي أن تفهم الصفحة الرئيسية , السياسية , بالإضافة إلى أخبار العالم .
ينبغي أن تفهم الصفحة الرياضية , القسم الإقتصادي , صفحة الأعمال , الترفيه  , و قسم المدينة .
إذا كنت تستطيع قراءة و فهم ذلك إذن أنت مثقف - هذا ما تربينا عليه .
و لكنني الآن أجد كل الصفحات مثل بعضها .
لا أجد أي إختلاف .
لم تعد الصحف مثيرة للإهتمام .
أعتقد أيضا أن المعلومات أصبحت الآن تحلق سريعا للغاية .
إذا ما كنت مضطرا أن أعرف المزيد لنقل عن حادثة تحطم الطائرة الماليزية لكنت سأقوم بالبحث عنها في قوقل , أرى فديوهات حية , أشاهدها على التلفاز .
السبب الوحدي الذي أود من أجله قراءة الصحيفة هو إذا ما إفترضت , صوابا أو خطأ , أنها سوف تقدم لي معلومات تفصيلية أكثر لأن لديها 24 ساعة ليكتشف الصحفييون معلومات أكثر عن الخبر .
أجد أنه في أغلب الأحيان يلقى اللوم على بوليود من أجل - المتاجرة , الترفيه , عدم وجود فكرة , السرد المبالغ فيه , الأغاني و الآيتم نمبر - الصحف أصبحت من هذا القبيل .
أنا أسميها صحف بوليوديزيشن .
هي مجرد تسلية .
أنا لست بحاجة إلى ملحق ثابت بشأن المدينة حيث كل ما يمكنك أن تراه أناس قد قاموا بدفع المال ليكونوا على الصفحة الأولى .
و أنا لا أقوم بالسخرية , ليباركهم الله .
أنا محظوظ للغاية لأنني غير مضطر إلى الدفع لأكون على صفحتها الأولى .
حتى لو كانت الإشاعات التي كان المرء سابقا يرغب في قراءتها , الآن لم تعد إشاعة .
إنها أيضا بعضا من المقالات المدفوعة , إعلانية أو أيا كانت .
أفضل أن أتحقق من الأمور على شبكة الإنترنت , يمكنك أن تحصل على التحديثات على هاتفك .

* في عالم التكنولوجيا الجديدة الأفلام قد صمدت و لكن الناس قد دقوا ناقوس الموت للمطبوعات ...
الأفلام قد نجت لأنها الآن لديها منصة مختلفة .
لقد توجهوا إلى المنصة الرقمية .
الأفلام حتى الأمس كانت تعرض على بكرات كشريط سينمائي , الآن تعرض على أقراص صغيرة .
من منزلي يمكنني أن أبث الفلم حالا إلى أي مكان في البلاد عن طريق فك الشفرة .
و بالمثل المطبوعات لن تموت , المنصة سوف تتغير فحسب .
لقد قرأت في صحيفة Time قبل فترة أن الصحف سوف تصبح ملفا شفافا يشبه شيئا .
مثل الشاشة التي يمكن طيها .
سوف تكون قادرا على طيها و الإحتفاظ بها في جيبك .
سوف تفتح المطوية , تضغط عليها و من ثم تنتقل إلى القسم المفضل لديك .
مثلما نقوم ببث الافلام , الصحف أيضا سوف تبث على الملف و من ثم ستحصل على مطبوعتك .
نظام التسليم سوف يتغير .
ذلك الطفل الرومانسي الذي يقود الدراجة و يرمي الصحيفة في شرفتك , لن يكون له وجود .
أيضا كصحفي إذا كنت قد كتبت مقالا حول حدث ما , و خلال بضع ساعات حدث تغيير ما في ذلك يمكنك تحديثه .
مثل جهاز الـ Kindle إذا كانت هناك أخبار أسود على أبيض أو أبيض على أسود و من ثم جزءً أحمرا طفا على السطح , سوف يكون ذلك تحديث قصتك التي قد طرحتها .
بالنسبة لك كصحفي سوف يصبح الأمر أكثر إثارة للإهتمام .
سوف تكون مواكبا للأخبار في الوقت الفعلي .
سأكون على إطلاع على الأخبار بشكل أفضل بكثير , و سوف تكتب الأخبار بشكل أفضل
بكثير .
الجميع سيكون في حالة تأهب .
منظومة النجوم أيضا سوف تتزايد .
الصحافة لابد أن يكون لها نجوما مثل مذيعين التلفاز .

* سوف أختلف معك هنا . أنا من المدرسة القديمة , و أؤمن في عدم كشف هوية الكاتب .
لا يمكنك أن تكون مجهولا في عالم اليوم .
إذا ما وضعت إسمك هناك على شبكة الإنترنت سوف تكون لك هناك صورا لك و التي قد لا تكون أنت على علم بها .
عندما إنضممت إلى الأفلام قيل لي لابد من أن تكون غامضا , فأنت شفاف و صريح للغاية .
في هذه الأيام أتحدث إلى الصحفيين فقط عندما سيتم إصدار فلمي و لكنني أعرف نجوما يتحدثون إلى الصحفيين كل 10 أيام و ذلك بسبب حاجتهم لأن يكونوا في الأخبار .
يقومون بالتصوير , يتواجدون في البرامج .
يحتاج الناس في الوقت الحاضر إلى أن ينظر إليهم , يُبحث عنهم , يُسْتمع إليهم و تجرى النقاشات بشأنهم .
عدم الكشف عن الهوية و الغموض لم تعد صفات جيدة .
جريتا جاربو سيكون مكتئبا للغاية في عالم اليوم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق