السبت، 14 نوفمبر 2015


مناقشة التعضب :: كيف تعليقات شاروخان كشفت
اليمنيين المتشددين المهمشين


أبطالنا على الشاشة , الذين يتحدون المنطق و المعتقد في أفلامهم , و غالبا ما يرغبون أن يبقوا على حياد و صائبين سياسيا في الحياة الواقعية .
الحركة الإرتجاعية هي من هذا القبيل , حيث أنه على نجوم السينما الرائدين الإبتعاد عن التعبير عن آرائهم .
عندما أعرب سلمان خان عن وجهة نظره - بلا حروف علة - حول قضية يعقوب ميمون على التويتر , إضطر إلى التراجع بعد الهيستيريا الجماعية التي حدثت , في حين أن والده سليم خان وصف تصريحاته بأنها صبيانية .
شاروخان من ناحية أخرى , هو الشخص الذي بالرغم من كونه ممثلا رائدا , إلا أنه لم ينأى بنفسه بعيدا من التعبير عن وجهات نظره .
ففي عيد ميلاده الأسبوع الماضي , قرر الممثل أن يهاجم بعزم جدال
" التعصب و إعادة الجوائز "
لنكون عادلين , كان من الممكن أن يتجنب شاروخان ذلك , كان من الممكن أن يقول أنه لا يرغب في التحدث عن هذا الأمر .

على الرغم من قوله أنه في كثير من الأحيان لا يعبر عن رأيه , لأنه قلق من أن تدخل أفلامه في مشاكل , فقد قال :: التعصب الديني , أو التعصب من أي نوع , هو أسوأ شئ و سوف يأخذنا إلى العصور المظلمة .
يفقد الهنود كرامتهم من الأسئلة التي تطرح .
إذا كنت وطنيا , فلابد أن تحب وطنك ككل , و ليس أجزاء منه مثل الدين و المناطق .

حتى أنه دعم طلاب FTII و تحدث حول كم هو الأمر مهينا لإضطرار شخصا ما إثبات وطنيته , فقد قال :: إنه أمر مذل و مهين للغاية أن تضطر لإثبات وطنيتك .
أنا نجم سينمائي هندي المولد , أنا هندي مولود في الهند .
أنا هندي - كيف يعقل أن يتم التشكيك في ذلك ؟
لا أحد أحق بالعيش في هذا البلد مني , و أنا  لن أغادر إطلاقا .
لذا إخرسوا !

و في مقابلة أخرى أجراها مع قناة India Today , قال :: هناك تعصب , هناك تعصب شديد ... أعتتقد ... أن هناك
تعصب متزايد .
إنه أمر غبي ... فمن الغباء أن تكون متعصبا و هذه هي أكبر مشكلة لدينا و هي ليست مشكلة فحسب ... التعصب الديني و عدم العلمانية في هذا البلد هو أسوأ أنواع الجرائم التي يمكنك أن ترتكبها كوطني .

و ردا على السؤال عما إذا كان سوف يتخلى عن جائزة البادماشري , قال شاروخان ::
أعني إنها مجرد مبادرة رمزية , أجل , إذا إضطررت إلى ذلك .

الآن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها شاروخان عن كونه مسلما في الهند أو يغضب الأحزاب اليمينية المتشددة .

في مقابلة مع مجلة Outlook عام 2013 , قال :: في بعض الأحيان أصبح هدفا غير مقصودا من القادة السياسيين الذين إختاروا أن يجعلوني رمزا لكل ما يعتقدون أنه خطأ و غير وطني حول المسلمين في الهند ... لقد تم إتهامي بحمل الولاء لدولة مجاورة لنا بدلا
من بلدي ...

و أدى هذا إلى أن يعلن مؤسس LeT و المتهم في أحداث 11\26 حافظ سعيد أنه ينبغي على خان أن ينتقل إلى باكستان إذا ما كان يشعر بـ " إنعدام الأمان " في الهند .
حتى أنه تحدث عن عدم إدراج اللاعبين الباكستانيين في الدوري الهندي الممتاز
للكيريكت , و الذي أدى إلى تهديد فلمه My name is khan .

و خلافا لغيره من نجوم مدينة بوليود , رفض شاروخان الرضوخ قائلا :: أرجو من الجميع أن يتركوا الفلم و شأنه و تعاملوا مع ما قلته كفرد .
ليس لدي فكرة ما الذي من المفترض أن أعتذر عنه .
إذا أخطأت أود أن أعتذر , و لكن على شخص ما أن يشرح لي ما هو الخطأ .

و قد كان ردة فعل شاروخان على التويتر التالي :: حزين لأن تصريحاتي ينظر إليها على
أنها موقفا ضد مجموعة بدلا من أنها موقفا يتعلق بي وبشخصية فردية .
ينبغي أن تكون الإختلافات في الأيدولوجية أسباب للمناقشة و التشاور .
حرية التفكير أمر لابد منه .
أن تراه بأي طريقة أخرى هو أمر مؤسف للغاية .

وجهات نظر شاروخان , التي ذكرت في هذا المقال , كانت أكثر دقة بكثير و متوازنة من قائد حزب بهاراتيا جاناتا السابق أرون شوري , و لكن ذلك لم يردع عاصفة الكراهية لفرقة الزعفران (نسبة للون لباسهم) , و الذي يبدو أنهم دعموها مجددا من أجل نتائج إنتخابات عام 2014 دلالة على أن الأمة تشاطرهم وجهات نظرهم الدنيئة .
للأسف , جاءت هذه التصريحات بعد بضعة أيام من قول وزير الخارجية أرون جيتلي أن الهند متحررة و متسامحة بطبيعتها , يبدو أن ذلك ضربا من الوهم , عندما تشاناباشابا , زعيم حزب بهاراتيا جاناتا المحلي من ولاية كارناتاكا , صرح قائلا أنه سيقطع رأس سيدارامياه إذا ما أكل لحم البقر .
في حين أن أمثال ساكشي مهراج , سانجيت سوم و ماهيش شارما لزموا الصمت حول الترنيمة الموجهة لشاروخان " إرحل إلى باكستان " التي إنتشرت في الأنحاء .
فقد قال يوغا غورو :: إذا كان شاروخان وطني بحق , ينبغي عليه أن يرجع جميع الأموال التي حصل عليها بعد فوزه بجائزة البادماشري لصندوق إغاثة رئيس الوزراء , في حال كان يخطط إلى إرجاع الجائزة .
و قد غرد أمين عام حزب بهاراتيا جاناتا كايلاش فيجايفارقيا قائلا :: روح شاروخان باكستانية , و هو معادي للقومية .
النائب يوغي أديتياناث  قارن شاروخان بالإرهابي حافظ سعيد و قال أن الممثل يتحدث بلغة الإرهاب :: كل هؤلاء الناس ينبغي أن ترحل إلى باكستان حيث سيظهرون موقفهم الحقيقي في مخطط الأشياء .
حافظ سعيد و شاروخان يتكلمون بنفس الأسلوب .
و في الوقت نفسه ساديفي براشي , و صفه أيضا بأنه عميل باكستاني في حين أن النائبة ميناكشي ليخي فيما يبدو تلقي اللوم على إشعار المديرية التنفيذية على أنها السبب في وجهات نظر شاروخان .
و قد دافعت أيضا عن أديتياناث قائلة :: أريد أن يعرف العالم أن شاروخان قد تلقى إشعارا من المديرية التنفيذية في 26 من أكتوبر و من ثم أصبحت الهند متعصبة في 1 أو 2
من نوفمبر .
و حتى أنها قد لعبت على الهواية المفضلة لدى الأمة - ماذا عن أو أين كنت - تسأل شاروخان حول أسباب صمته عندما خلعت تاسليما ناسرين أو عندما حظر كاتب رشدي , فقد قالت :: كان ينبغي أن يرفع صوته في الذكرى السنوية لأعمال الشغب التي تمت ضد السيخ عام 1984 و حوادث ميرتشبور أو جوهانا .
لقد وقعت عدة حوادث من هذا القبيل عندما كان الكونغرس في السلطة و لكن بعد ذلك كانوا صامتون .
للأسف , كل منهم خرج بطريقته ليذكرنا أنه بغض النظر عمن نحن , إذا تجرأنا على القول بأن كل شئ ليس ورديا , فنحن سوف نكون مذمومين , مهاجمين , مدانين , دوافعنا مشكوك في أمرها و يطلب منا الذهاب إلى باكستان - لأن هذا هو البلد الذي يحتاج حقا لبعض المعارضين المتحررين .
و هذه هي النقطة , على الرغم من مقدار الصراخ الذي قام به فرقة الزعفران , الهند بشكل عام هي مكان للتسامح و لذلك أساليب الحياة الهندية قد نجت لفترة 3000 سنة .
تصريحات شاروخان قد زادت في عدد الأشخاص الذين الآن سوف يتساءلون ماذا عن كل المعارضين هنا و هناك , فالجماهيرعادة لا تتفاعل مع أصوات الكتاب و الشعراء الأقل شعبية نسبيا .
و في الوقت نفسه , فإن كل المسؤولية تقع على مودي .
هل يرغب مودي أن يمثل المهمشين صوته حيث يبقى صامتا بلباقة كما يقترح شوري , أم أن أقوى 9 رجل في العالم يواجه مشكلة في السيطرة على عنصر مجنون داخل حزبه ؟
الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك , و لكن العالم هو بالتأكيد يراقب و قد حان الوقت لناريندرا مودي أن يرفع صوته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق