السبت، 14 نوفمبر 2015


إسمي خان و أنا أساند العلمانية في الهند


قال شاروخان في مقابلة تلفازية أجراها قبل يوم واحد من عيد ميلاده الـ 50 :: لن نكون أبدا قوة عظمى إذا كنا لن نؤمن بأن جميع الأديان متساوية .
هذا الرأي الصائب قد نقل بواسطة مقال إفتتاحي في جريدة نيويورك تايمز في الـ 3 من نوفمبر لتوضيح نقطة لماذا ينبغي على الهند أن تقيد التعصب في أقرب وقت ممكن .
في إثنين من المقابلات التي أجراها شاروخان لقناتين وطنيتين بارزتين بمناسبة عيد ميلاده , كان مساندا للعالمانية , التعددية و التمسك بالدستور الهندي .
حتى في المؤتمر الصحفي الذي أجري في الـ 2 من نوفمبر , أصر شاروخان على أن العلمانية هي السبيل الوحيد لبلد متنوع مثل الهند , للمضي قدما .
و كما كان متوقعا , عدد قليل من القادة الرعاع مثل يوغي أديتياناث , ساديفي براشي و كايلاش فيجايفارقيا (لم يسمع بهذه الأسماء قبل يوم أمس) قارنوا شاروخان بالإرهابي حافظ سعيد , و إدعوا أنه عميل باكستاني و وصفوه بأنه عنصر معادي للوطنية .
و قد قام معجبين شاروخان من جيمع أنحاء العالم بإنشاء ترند إحتل المركز الأول KailashVijayvargiaLeaveIndia# (كايلاش فيجايفارقيا غادر الهند) لإجباره على سحب تصريحه .
و قد حث أنوبام خير " القادة المتطرفين " الكف عن قذف و طعن شاروخان الذي وصفه بأنه " رمزا وطنيا " .
و قد شاهدت المقابلات التي أجرها خان لقناة India Today و NDTV , و قد كنت أيضا حاضرا في المؤتمر الصحفي الذي أقيم في الـ 2 من نوفمبر في تاج لاند إيند .
و أستطيع القول بكل ثقة أن المتعصبين المحتجين لم يشاهدوا المقابلات , و إذا كانوا قد شاهدوها , فهم لا يفهمون اللغة الإنجليزية حيث أن خان قد ساند العلمانية فقط , التعددية الهندية التي تنسجم مع الدستور الهندي .
و إذا كان أي شخص لا يتفق مع الدستور االهندي , هي أو هو ينبغي أن يوضع خلف القضبان .
والد شاروخان السيد تاج محمد خان قد ولد في بيشاور و التي كانت جزءً من الهند الغير مقسمة , كان مناضلا من أجل الحرية , و قد قرر الإنتقال إلى الهند بعد التقسيم .
شاروخان دائما ما كان يحمل الكثير من الفخر كون والده مناضلا من أجل الحرية .
مع الأفلام الضخمة , الشعبية الهائلة بين الناس من كل الأديان , الثقافات و الدول , خان بلا شك هو اليوم أحد أكبر الرموز الهندية في العالم .
لقد كرم مؤخرا بشهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة أدنبرة المرموقة .
إنه أمر بغيض للغاية عندما مناشدة من أجل العلمانية أدلى بها رجل بهذه المكانة المهيبة تحرف بتصريحات رخيصة ليتم من خلالها إستجوابه .
على الرغم من أن البلاد قد شهدت توترات طائفية منذ أن حصلت على إستقلالها , ظلت صناعة السينما دائما علمانية .
و قد لوحظ أن هناك محاولات تبذل لكسر النسيج العلماني في صناعة السينما , و أن هناك سياسية فرق تسد يجري عزفها بقوة لتحقيق الإستقطاب داخل صناعة السينما .
فقد قام ساديفي براشي بمناشدة في شهر مارس من هذا العام لمقاطعة أفلام كلا من الخانات الثلاثة - سلمان , شاروخ و عامر بإعتبار أن " أفلامهم تنشر ثقافة العنف ".
الخانات الثلاثة قد تم إستهدافهم بشكل منهجي و طلب منهم الذهاب إلى باكستان في غضون الأشهر الـ 10 الماضية .
عامر خان بعد إصادر فلمه PK , سلمان خان بعد تغريدته حول يعقوب ميمون و شاروخان بعد مساندته للعلمانية في الآونة الأخيرة .
الخانات الثلاثة يتمتعون بشعبية غير مسبوقة و قد قاموا بأعمال إجتماعية عملاقة من أجل تحسين أحوال البلاد , و أفلامهم تقدر بشكل كبير خاصة من قبل الجمهور العائلي .
فإستهدافهم فقط من أجل أسمائهم و الدين الذين ولدوا عليه , هو أمر مؤسف للغاية .
من في صناعة السينما دائما ما يختبئون داخل قواقعهم في كل مرة تعرض أحدهم
للإستهداف .
و حتى الآن , عندما تم إستهداف شاروخان , ردود الأفعال من داخل الصناعة كانت خافتة و حذرة , فقد إمتلأت صفحات النجوم على التويتر بتغريدات مبتذلة لترويجات شخصية و
أشياء أخرى .
هنأ ماهيش بهات خان لإمتلاكه الشجاعة للوقوف وحده , و لكن لماذا بهات هو دائما الصوت الوحيد العاقل ؟
كان لدى خان الحق عندما قال أن نجوم هوليود يمكنهم أن يدعموا قضاياهم لأن لديهم
" مساحة كافية من الحرية " هناك .
فقد قال خان في المقابلة , بنبرة ألم :: الناس ستأتي و ترمي الحجارة على منزلي إذا ما
قلت أي شئ .
من المهم للغاية أن أناس من أمثال شاروخان أن يتم معاملته بإحترام , من المهم للغاية أن نسمع بوضوح و نفهم ما يقوله جيدا قبل إستباق الأحداث من أجل الحصول على القليل من الشهرة على حساب النجم .
و أي دولة ستود أن تحصل على شاروخان , و لكن لا سمح الله إذا ما قرر السيد خان في أي وقت مغادرة الهند إلى الأبد , سوف نكون أمة فقيرة متشعبة .
دعونا لا نسمح للضوء المضئ أن يخرج من منزلنا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق