السبت، 14 نوفمبر 2015


شاروخان , أنت بطلي و لكننا لا نستحقك


عزيزي شاروخان ,
أنا لن أستاء منك إذا ما قررت أن لا تجعلني أجري معك مقابلة مرة أخرى .
هذه المرة الثانية  أو الثالثة التي صدق أفكارك و وضوح إيمانك - ردا على أسئلتي , الأسئلة التي لم تكن لها أي علاقة مع كاجول أو كاران جوهر أو حتى رقصة اللونجي - قد أدخلتك في وسط جدل لا معنى له و مخزي .
هذا الأسبوع بعضا من المذاهب اليمينية سألوني لماذا طلبت منك ما فعلته .
و هذا يعني أنه من خلال مناقشة قضايا حرية الإبداع , كلما كان هناك جدل أوسع حول التسامح و فوق كل ذلك , الإستجواب الذي كان عليك مواجهته بإعتبارك مسلم هندي من قبل المتبجحين و القوميين المتطرفين , لقد إكتشفت علامات لعقلية بلدي الملتوية و المتطرفة .
لقد تجاهلت سمية البيان و ذكرتهم بأن هناك سبب خلف كلماتك عندما قلت أن الحاجة إلى إثبات وطنيتك كانت التجربة " الأكثر إهانة و تجريحا " في حياتك .
إن ذلك يعود إلى عام 2010 عندما جلسنا للحديث , مثلما فعلنا الأسبوع الماضي .
و على مر السنين أصبحت محادثاتنا متأنية و هادئة و تتجول عرضا من خلال التضاريس العاطفية العميقة .
لقد تحدث معي بصراحة و الذي قد سحرني و جردني من جميع أسلحتى .
أنت - نجم الهند الأكثر عشقا - قد قلت لي أنه ليس لديك أي أصدقاء , شاركت شعورك حول كيف أصبحت " أكثر إنعزالا و قوقعة " و كيف أن إبنتك هي الوحيدة التي تفهمك حقا .
لقد تساءلت بصوت عالي على التلفاز الوطني حول ما إذا كان خطأك في عدم المحافظة
على الصداقات .
لقد كنت على إستعداد , في أكثر من مناسبة , بنظرة محايدة إطلاق نكتة أو إثنتين من دون أي غطرسة أو إعتزاز بالنفس و التي يتميز بها الآخرين .
لقد ضحكت على نفسك و جعلتني أضحك .
لقد كنت تتناول دائما أسئلة وسائل الإعلام وجها لوجه , تعاملت معها بإنتقاد ذاتي طريف - حتى عندما يكون أحدهم بغيضا , عديما للذوق و قام بإثارة غضبك .

مثل ذلك الوقت عندما قلت ضاحكا للمراسل الذي سألك فيما إذا كنت مثلي الجنس ::
إقض ليلة معي في وقت ما , و سوف تعرف .

و لكن عندما إلتقينا قبل 5 سنوات كنت غاضبا .
لأنه بعد ذلك أيضا , مثل الآن , فرقة الكراهية الطائشة أرادت إقصاءك إلى باكستان .
(أنا أقول , كم سكونون محظوظين)
كان يجري مطالبتك بالإعتذار عن وجهة نظرك في أنه ينبغي السماح للباكستانيين اللعب في الدوري الهندي الممتاز للكريكيت .
و أنت قد رفضت ذلك بكل جسارة .
فلمك My name is khan كان على وشك أن يتم إصداره , قام الشيف سينا بمهاجمة دور السينما التي تعرضه , أرادوا منك الإعتذار قبل أن يصل فلمك إلى بر الأمان .
و لكنك ثبت على وجهة نظرك .

لقد أخبرتني :: لقد كنت أقول للجميع أننا نملك 3 أنواع من الهويات , لدينا الهوية العائلية من خلال الدين الذي ولدنا عليه , لذلك أنت مسلم , هندوسي أو سيخي و عليك الإيمان به 
أن ذلك ما تم تعليمك إياه .
و من ثم , هناك المكان الذي تعيش و تعمل فيه , أو ولدت و عملت فيه - و هذه هي الهوية الإقليمية .
و لكن كل هذا هو مجموعة جزئية من هوية بلدك , من هويتك الوطنية , متى أصبحت الجزئية أكثر أهمية من المجموعة نفسها ؟

بعد عامين تورطت في عراك داخل ملعب Wankhede - كنت قد ندمت في وقت لاحق و قلت أنك قد إرتكبت خطأ - و لكن ما زلت أتذكر كيف قلت لي أن أحد الموظفين همس لك بإهانة طائفية , شتائم قد إستهدفتك مرة أخرى من أجل ديانتك .

الآن , ها نحن مرة أخرى , في عام 2015 , حيث قلت في مقابلتي متكهنا ::
إلى كل من سيقول لي إرحل إلى باكستان , هذه بلدي , و أنا لن أذهب إلى أي مكان , لذلك إخسروا , إخرسوا فحسب .

و لكنهم لم يفعلوا , هل فعلوا ؟
عندما قلت " ديننا لا يمكن تعريفه أو إظهار الإحترام له من قبل عاداتنا في أكل اللحوم , كم هذا مبتذل و سخيف ." أردت أن أقفز و أصفق لك .
بأسلوبك الواقعي كان عليك أغلاق أفواه الحمقى , بعد المناقشات الخطيرة حول سياسية لحوم البقر التي إجتاحت الهند في الأشهر القليلة الماضية .
لقد تحدثت عن كل شئ من الصراع في المعهد السينمائي - فقد دعمت الطلاب - إلى مسألة إعادة الجوائز - لم تكن  طريقتك المفضلة على الإحتجاج , و لكنك تجدهم شجعانا .
و بالرغم من تهديد سينا في عام 2010 , إلا أنك كررت دعمك لأن تعطى مساحة للمبدعين الباكستانيين في أفلامنا .
كنت الأول من بين الأنداد في جماعتك .
تقريبا لا أحد (بإستثناء عدد قليل من المعارضين البارزين) من بين أكبر و أكثر النجوم بريقا على إستعداد للتحدث - إذا صغتها بشكل مهذب , يمكنك أن تطلق عليها  تحفظ , و إذا كنت أشد فظاظة , الكلمة التي سوف تستخدمها هي الجبن .
و لكنك خالفت الإتجاه , أيضا مرة أخرى .
ما هو أكثر إثارة للإشمئزاز هو كيف يتم إخبارك حاليا أن حقيقة لقب " خان " تمكن من أن يكون أكثر شعبية هو دليل على العلمانية في الهند .

كنت متوقعا هذا الهراء عندما قلت لي بطريقة ساخرة :: عندما يكون خان متألقا هذا لا يعني أن الهند متألقة .

فكرة معتلة , فالمعنى الإجمالي لهذا أنه عليك أن تكون ممتنا للبلد الذي فيه عدد كبير من الهندوس هم من عشاق نجم سينمائي مسلم .
فهذا يترك لك دليلا على أن تَقَبُل نظرية " الخانات الثلاثة " هم رموز بوليود هو مناقض تماما لفكرة العلمانية .
أتمنى لو أستطيع تجنب فرقة الكراهية , و لكن عندما الأمين العام للحزب و عضو البرلمان هما من بين أولئك اللذين يطلبان منك الذهاب إلى باكستان - و عندما تصفك وزيرة شئون الأقليات بأخيها فقط لتعتذر عن أحقادهم , كل ما يمكنني قوله أن كل كلمة قد نطقتها أصبحت أكثر من أن تقدر بثمن .
أنت , شاروخ - رجل الحياة الواقعية - ليس راج أو راهول , شخصياتك على
الشاشة - بطلي .
و لكن و بكل خجل , يجب أن أعترف - نحن لا نستحقك .
مع الأسى , برخا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق