الثلاثاء، 5 أبريل 2016


شاروخان :: وسائل الإعلام لا يسمحون لنا حتى أن نحزن لمدة 40 ثانية

مقتطفات من مقابلة حصرية مع شاروخان حيث تحدث بصراحة حول لماذا هو ضد الأبطال
و القدوة من بين أمور أخرى ...


إلتقينا بشاروخان و هو في مزاج تأملي , يتحدث مع إبنته سوهانا على الهاتف حول
يومها , مع عينين ملتصقتين بشاشة التلفاز الكبيرة داخل شاحنته الفان .
شاشة التلفاز كانت تعرض نبأ إنهيار الجسر الحالي في كولكتا , و المذيع يتحدث مع
إحدى النساء التي فقدت قريبا لها في الحادث .
بسبب علاقته بكولكتا , يبدو أن شاروخان مستاء من الطريقة التي تم التعامل بها مع
المأساة .
لذلك , في سياق مقابلة إستمرت لمدة ساعتين , الوقت الوحيد الذي كان متكدرا فيه كان عندما فتحنا معه موضوع النقص الخطير في الأبطال أو القدوة التي ينبغي علينا إتباعهم
في المجتمع المعاصر .

فقد قال بجدية :: لماذا تحتاج لأن يكون لديك قدوة لتتبعه ؟
إسمح لي أن أكون صادقا , الإعلام ينجرف من قبل الضجيج الذي يختلقه هو بنفسه حول
من هو جيد أو سئ .
إختيار البطل أو القدوة لأي شخص يستند على عاملين فقط - إما أن يكون شخص مثلك
أو شخص ما تطمح أن تكون مثله .
البطل أو القدوة ليس إلا إمتدادا لشخصيتك .
إذا نظرت حولك , لا يوجد هناك نقص في الأبطال .
سائقي الخاص هو بطلي .
هو يعمل لما يقارب من 24 ساعة .
ليس من المميز أن تكون مميزا , من المميز أن تكون عاديا و تمضي قدما .
سائقي الخاص لا يحصل على شئ مميز مني , ربما بإستثناء أنه يمكن أن يقول لعدد قليل
من الناس أنه سائق شاروخان .
أتصل به في الساعة 9 صباحا و أغادر المنزل متى ما أردت ذلك .
إنه يظل معي هنا حتى ساعة متأخرة من الليل , و أحيانا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي .
فأنا أجعله يرهق نفسه .
ألق نظرة على الأخبار .
وسائل الإعلام الإلكترونية تختلق بطلا أو شريرا كل يوم .
إذا لم هناك أي شئ , فهم يحرصون بأن يكون هناك شيئا ما بما يكفي لصنع شخص شرير
أو بطل .
مشيرا إلى ما يحدث في التلفاز حيث يقوم المذيع بأكل طبقا من الموموس بالقرب من
موقع الحادث
في كولكتا , قتل 22 شخصا بعد إنهيار الجسر .
أول شعور لأي إنسان بعد سماع هذا الخبر هو الحزن ... و التفكير بأن هؤلاء الناس
الفقراء هم مثلك و مثلي .
و لكن الإعلام الإلكتروني لن يدع هذا الشعور يبقى معنا حتى لمدة 40 ثانية , لأنهم
على الفور , إنتقلوا إلى تسييسها , التحدث عن إحتمالية حدوث إنفجار قنبلة , و في
هذه الأثناء , ننسى كل شئ عن هؤلاء الضحايا الـ 22 , و نصب كل تفكيرنا حول خطأ
من كان ذلك .
و بحلول نهاية اليوم , يصبح الأمر شئ آخر تماما .
لقد أصبحنا  بلا مشاعر في بحثنا عن الأبطال , الأشرار و القصص المثيرة .
أشاهد البرامج الإخبارية , لذا توقفت الآن عن مشاهدة الخيال .
(قال ذلك بإبتسامته ذات الغمازات الشهيرة)

و من ثم عادت فكاهته المعهودة , و قال ضاحكا :: بطلتي هي سامانثا فوكس .
(مغنية و ممثلة أمريكية) .
لقد أخبرتك , البطل هو إما أن يكون شخص مثلك أو شخص ما تطمح أن تكون مثله .

جديا , هل لديك قدوة ؟
فأجاب قائلا :: ليس لدي الآن .
و لكن عندما كنت مراهقا , كان الملاكم محمد علي بطلي .
أعتقد أنه كان رجلا رائعا حقا , خبير و خلاق للغاية , مع روح دعابة و من ثم حدثت
المأساة .
أشرس رجل على وجه الأرض لا يمكنه حتى إبعاد ذبابة عن أنفه .
حياته خلقت لمثل هذه القصة الساحرة .

بالحديث عن الأبطال و القدوة , هو قد لعب كلا من دور القدوة و دور المعجب في فلمه
القادم Fan .
و قد أخبرنا في وقت سابق أن هذا هو أحد الأفلام الذي كان يتوجب عليه الإستعداد من أجله
من الداخل .

قال موضحا :: أجل , في هذا كان علي أن أعمل بإجتهاد من أجله .
أن ألعب دور المعجب , الذي لم أكن عليه أبدا , هو أمر صعب لأنه كان علينا أن نتأكد أن
يجد المعجبون أنفسهم في ذلك الشخص .
أنت بحاجة إلى أن تلتزم بنزاهة الشخصية مع نوع معين من الكرامة .
لم يكن لدي أي مراجع , و لم أكن أعرف ما هو عليه , لذلك كانت مهمة صعبة .

عندما تنظر في داخلك , هل تجد أي شئ مفقود فيها ؟
فأجاب بصدق قائلا :: أجل .
و من ثم أضاف :: أعتقد أنني ممثل متوسط المستوى و لكنني أعمل بإجتهاد .
أتمنى لو كنت أملك المزيد من المواهب .
أنا حساس للغاية و مرهف إتجاه العواطف , و لكن تلك مشكلتي .
لا أستطيع تفسير ذلك .
أنا أعرف و أفهم العواطف أفضل من أي شخص آخر .
أستطيع أن أشعر بالحزن , السعادة و الطيبة في ثانية , و لكني لست متأكدا مما إذا
كان بإمكاني أن أترجم كل ذلك في تمثيلي .
أنا شخصيا حساس للغاية , و للأسف , لست ممثلا جيدا بما فيه الكفاية لتجسيد ذلك
بالشكل الصحيح .
عواطفي تعمل بشكل أسرع من أن أكون قادرا على التعبير عنها كممثل .

25 عاما أمضيتاها فيما تفعله , فهل توقعات الناس ما زالت تقلقك ؟
أجاب شاروخان ببلاغة قائلا :: عندما يصبح المرء أمرا مهما , يبدأ يشعر بالخوف و
يفكر فيما إذا توقف الناس عن الإعجاب بأي شئ يفعله .
إنه القلق من أن كل شئ تفعله , تضع فيه جهود السنوات الـ 25 الماضية على المحك .
و لكن الحقيقة هي , أنه لا يمكنك أن تفعل أي شئ بحيث يعجب الجميع .
إذا أعطيت الكثير من الأهمية بما يعجب الناس و بما لا يعجبهم , فـ لن تستطيع حقا أن
تفعل الكثير .
لذلك , أنا أقوم فحسب بما يجعلني أسعد .
لا أستطيع أن آخذ آراء الجميع بجدية لأنني لا أستطيع أن أرضي الجميع على أية حال .
عندما بدأت في هذا المجال , لم يكن لدي معجب واحد , كانت صورتي في زاوية ملصق
فلم Deewana و لم أكن حتى من مومباي .
ماذا كان مقياسي حينها ؟
غدا إذا تم إطلاق إبني و صورته كانت في أحد أركان الملصق , قد أخبره أن ذلك ليس صحيحا .
و لكن بصراحة , هذه الأمور ليست مهمة .
عليك أن تفعل فحسب ما يعجبك .
لقد قمت بالكثير من الأشياء التي أخبرني الناس أن لا أفعلها , قبل قيامي بفلم Darr , عرض الدور على أشخاص آخرين و لكنهم رفضوه جميعا , لأنهم كانوا قلقين من أنهم
سوف يخسرون قاعدتهم الجماهيرية .
و هكذا قمت بعمل الفلم .
لابد من أن تكون هناك بعض من خيبات الأمل على طول الطريق , و لكن على الأقل
سأكون قد قمت ببعض الأشياء لنفسي .
و هذا الفلم هو أحد الأشياء القليلة التي تمكنت من القيام بها لنفسي .
أنا لا أعتقد أنني أعظم ممثل , فأنا لدي موارد محدودة .
و لكن هناك أوقات أريد فيها أن أفعل أفلاما من أجل نفسي .
و هذا هو السبب في قيامي بفلم جوري تشيندي , على الرغم من أن العمل إستغرق يومين
أو ثلاثة .
فأنا شاروخان , و لست بحاجة لأن أقوم بهذا الفلم , إلا أنني حصلت حقا على الكثير
من المرح للقيام به .
أنا سوف أقوم بعمل فلم أناند راي لنفس السبب أيضا .
أنت لا تستطيع أن تجبر الناس على حبك .
تغاضاني أنا , انظر إلى إنجازات أناس أمثال أميتاب باتشان و ساشين تيندولكار .
الناس ليسوا سعداء حتى معهما , لذا من أنا أمامهما ؟
قد حقق أولئك الناس الكثير لدرجة حتى لو أنهم لم يفعلوا أي شئ , أو فعلوا شيئا غير
مناسب , لا ينبغي لتلك الأشياء أن تأخذ بعين الإعتبار .
أما و قد قلت ذلك , صدقني , عندما فلم من أفلامي يفشل , لا أحد يكون أكثر حزنا مني .
لا أعتقد أنني سوف أخذل أي شخص آخر أكثر من نفسي .
إن الأمر لا يتعلق بالأعمال التجارية , بل يتعلق بالإستياء من عدم توفير وسيلة الترفيه
التي وعدت بها الجمهور .
أنني لم أقدم ما كان ينبغي علي أن أقدمه .

أليس ذلك عبئا كبيرا لتتحمله ؟
أجاب قائلا :: إذا لم أتحمل هذا العبء , إذن لا يحق لي أن أكون نجما .

هل هناك شئ ما في الصناعة تود أن تحمي أولادك منها ؟
قال مختتما :: أنا أود فحسب أن أحميهم من نفسي , من ظلي , من نجوميتي .
أن أساعدهم في الحصول على هويتهم الخاصة , مصدر إلهامهم الخاص كما فعلت أنا
عندما بدأت .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق