الثلاثاء، 8 أبريل 2014

المقال السادس لشاروخان في صحيفة DNA 
بتاريخ 20\3\2014

بعنوان 
الكسل يقتل الابداع



* برج الحوت *

نشأ برج الحوت في العصور البابلية و من خلالها ارتبطت الكوكبة بنهرين عظيمين :
الفرات و دجلة .
على ما يبدو , ان الحوت هو واحد من اقدم الابراج الفلكية .

* شئ ما مريب *

انا دائما افترض ان السمكتان اللتان تواجهان بعضهما البعض بذيولها ترمز الى الازدواجية في الطبيعة .
الجيدة و السيئة .
او ربما , مجرد انعدام عام في التوجيه .
عندما كنت اصغر سنا كنت اعتقد ايضا " انها ربما نسخة مريبة من وضعية جنسية معينة "
و لكن الان بعد ان قمت ببعض البحوث , وجدت ان ذلك يرمز الى الطبيعة المزدوجه للحوت ضمن سياق مختلف تماما .
قمت بالبحث في قوقل فأكتشفت ان سباحة الاسماك في اتجاهين متعاكسين تدل على طبيعة فطرية بديهية و مثالية - الاسماك التي تسبح صعودا - بالاضافة الى الحس العملي و الواقعية - الاسماك التي تسبح نزولا .
انهم واقعيين ن مثاليين !
مؤثرين للغاية , آآآآه كم كنت اتمنى لو كنت واقعيا مثاليا ايضا , بهذه الطريقة ربما سأقدم
" افضل فلم هندي لبطل خارق على الاطلاق " هاجس يمكن ان يضرب طبقات شباك التذاكر العليا فضلا عن كونها حلمي المفضل .

* السلبية *

(بالمناسبة , لقد لاحظت على احد المواقع التي اصطدتها ان المثالية ادرجت تحت عنوان صفات الحوت السلبية !
لقد وجدت ذلك حتى اكثر اثارة للاهتمام مما توصلت اليه من مفاهيم مشوشة عن السمك .
لماذا يعتقد اي شخص ان المثالية هي شئ سلبي ؟)
و مع ذلك , يبدو ان الحوت يمتلك العديد من السمات الرائعة : البداهة , الفطرة , الخيال , اللطف و قد سرد كل ذلك تحت قائمة الايجابيات .
اما على قائمة السلبيات - و مباشرة تحت المثالية - كان الكسل .
الان الكسل دائما ما يفتنني .
كوني من برج العقرب النصف شرير فأعتقد ان لا ضرر في ان اكتب حول ما يطلق عليه صفة سلبية على سبيل التغيير .
لذلك الكسل هو موضوع هذا الشهر .
و اسمحوا لي ان ابدأ بالقول انه اذا كان هناك شئ واحد اطمح اليه دائما ان اكون عليه - و لم انجح ابدا- فإن ذلك هو الكسل !

* الصوت داخل عقلي *

لقد بذلت مجهودا لأن اجعل ذهني يتباطأ لأصل الى مرحلة الكسل دون اي حظ على الاطلاق .
استيقظت في صباح احد الايام , نظرت الى ساعتي و عزمت البقاء في الفراش لاطول فترة ممكنة .
و في غضون دقائق بدأ ذهني بغمغمة متواصلة بالاشياء التي يتوجب علي القيام بها .
قائمة مكونة من 54 شيئا .
نهضت و قمت بالتحقق من البريد الالكتروني , و الذي يتألف بشكل اساسي على صفقات عقار غريبة في أماكن غريبة و رسائل متنكرة بذكاء التي تنتهي دائما بصفقات رخيصة للسياليس و الفياجرا .
قمت بالاتصال من اجل عقد اجتماعات غير منطقية , و تم رفض طلبي من الجميع .
ثم قضيت بعض الوقت اتصل على الارقام الموجودة في دليل هاتفي , و التي لم اتعرف عليهم في محاولة لمعرفة الغرباء المهمين الذين قد استوطنوا حياتي عندما كنت في رياض الاطفال .
بشكل عام , انتهى بي الامر ان جعلت نفسي مصدر ازعاج .
انا معجب بالاشخاص الذين هم قادرين على فعل لا شئ .
معجب بإيقاعهم المتراخي و تساهلهم فيما يرغبون في انجازه .
معجب بقدرتهم على الكذب دون ان يشعروا و كأنهم قد ارتكبوا جريمة قتل و ذلك لانني لا استطيع .
الوقت الوحيد الذي لا اعمل فيه هو عندما اكون نائما .
في الواقع , لدي شعور انه اذا ما كان هناك من يسجل موجات دماغي حتى في ذلك الوقت , فإنهم ربما يتوصلون لشئ مريب متصل بمهنتي .
من المحتمل انني اقوم بمساعدة الفتيات على اللحاق بقطارات متحركة و اتجادل مع شريرين أضعاف حجمي في احلامي او انني اتمرن على طرق مختلفة لمد ذراعي .
وقد قامت والدتي بتشخيص ذلك على انني " لدي نمل في بنطالي ... و بيجامتي "

* كسل الرفاهية *

الكسل , كما يقولون , هو غياب الشعور بالمسؤولية .
يستطيع الاطفال ان يكونوا كسولين محسودين على ذلك , مثل ابني .
لقد أشرت الى هذا الامر من قبل و لكن نظرا لفقدان الذاكرة و كون هذا المقال يدور حول الكسل , سوف اقوم بسرد نفس القصة .
افقتد بشدة الى ابني الذي يدرس بعيدا عن المنزل .
لذا في بعض الاحيان لاتغلب على العواطف الابوية اقوم بكتابة رسالة حب طويلة او مجموعة من النصائح .
مثل التالي الذي قرأته في مكان ما

الابن هو الحقيقة الملطخ وجهه بالقاذورات , الجمال مع جرح في اصبعه , الحكمة مع رائحة في شعره و امل الغد مع ضفدع في جيبه ... افتقدك ابني الوسيم ... الخ ... الخ ... الخ ... بكاء ... بكاء ... بكاء ...

و ها هو يجيب على رسالتي الطويلة بحرف واحد ... " K " 
ما المقصود من حرف " K " بحق السماء ؟
كيف يمكن للمرء ان يكون كسولا , لدرجة انه لا يستطيع كتابة حرف " O " قبل ذلك ؟
كل ما يتطلبه الامر هو ضغطة اضافية بسيطة رقيقة على زر صغير من لوحة المفاتيح .
هذا كل شئ .
يمكن للاطفال ان يكونوا كسولين للغاية دون عناء و بقسوة , اذا جاز لي ان اضيف .
(على ما اعتقد ينبغي ان اضيف ان صديقي كاران جوهر سعيد جدا ان يتلقى ردودا على رسائله تحتوي على حرف " K ")

* أطفال المرسيدس *

لدي شعور أنها بقدر ما تعتمد المسألة على التدريب بقدر ما هي تعتمد على الظروف .
صحيح ان اولئك الذين لا يحتاجون الى البحث عن رزقهم او قوتهم اليومي بإستطاعتهم ان يُقادوا و يعملوا بإجتهاد اقل من اولئك الذين يحملون عبء الحاجة .
و لكن هناك عنصرا من الصرامة في حماسة العمل و البناء الذي هو في جوهره ناتج عن التدريب .
على عكسي , قد ولد اطفالي في ظل الثروة و لديهم كل ما يمكن ان يتطلع اليه من هم في مثل عمرهم .
لم يسبق لي ان رفضت لهم اي شئ او حاولت التأثير عليهم , بالقيمة المادية للأشياء المحاطين بها .
انني اكره تلك العادة التي يقوم بها الكثير من الآباء عندما يقولون شيئا مثل - ابني قميصك هذا باهظ الثمن , لذا لا تجعله يتسخ - و ينتهي الامر بالطفل و هو يخبر اصدقاءه كم هو قميصه مكلف للغاية الذي لا ينبغي ان يكون قذرا .
و من ثم هناك هؤلاء الاطفال المساكين الذين لا يسمح لهم بالعبث بسيارات آباءهم الفاخرة و يتجولون في كل مكان يخبروا الجميع انهم جاءوا الى المدرسة في سيارة المرسيدس - التي لا تزال الاغطية البلاستيكية تغطي مقاعدها منذ سنتين .
لأكون صادقا اجد ان هذا رخيصا جدا بالنسبة لي !

* دوري كأب *

كوني قادرا على توفير احتياجات اطفالي هو مصدر فخر و اعتزاز في اعماق قلبي لذا شعرت دائما بعدم اهمية توعيتهم بالقيمة المادية للأشياء في حياتهم .
لكن , ما هو مهم هو ان يفهمون قيمة العمل الجاد والمثابرة .
لقد حاولت تأكيد هذا المفهوم و مساعدتهم على تحويلها الى دافع ينعكس على طريقة فعلهم للأشياء سواءً كانت رياضية او اكاديمية او الآداء المدرسي .
لقد حاولت ان اعلمهم جوهر العمل الدؤوب و عدم الاستسلام .
المحاولة مرارا و تكرارا مثل النمل الذي يضرب به المثل عالميا حتى تتمكن من النجاح .
انا فخور بأنهم تعلموا هذا الدرس جيدا .
على الرغم من انه ينبغي ان احذرك بأن هناك جانب سلبي لهذا .
و خاصة عندما تلعب معهم لعبة السكرابل - تشبه الكلمات المتقاطعة و لكنها تعتمد على قاموس اللاعب للمفردات الانجليزية - و تغلبهم فيها .
و من ثم يتوجب عليك اللعب طوال الليل الى ان تخسر او ينتهي بك الامر الى اختراع كلمات غير موجودة مثل zigges , roulter , akhrot حتى يصطادوا كلمة غير قانونية لتتمكن من الذهاب الى النوم .
الكسل ليس مجرد ظاهرة فيزيائة , حول ان تكون اريكة بطاطا , تحشو وجهك برقائق البطاطا و تشاهد الكيريكت طوال اليوم .
انه أمر عقلي ايضا , و هذا هو الجزء الذي لم يسبق ان اتطلع اليه مطلقا .
انني أرى أدلة لهذا النوع من الكسل في كل مكان حولي .
في عالم الابداع , الكسل يترجم الى عدم القدرة على ان تكون صارما بما فيه الكفاية لتتمكن من الابداع بلا خوف .
انه يجعلنا ننتحل او نخفف من ابداعنا لنجعلها اكثر قبولا لدى الجمهور .

* جنون الأفلام *

هناك قصة شهيرة في بوليود عن تلك الممثلة الشهيرة المحترمة و التي هي عاطفية للغاية حول عملها .
فقد ذهبت الى احد المخرجين و قدمت له العديد من قصص شخصيات مختلفة ذات إعاقة ذهنية و التي كانت قد كتبتها .
قامت بالبحث عميقا في الامراض العقلية المختلفة و كيف يمكن لبلاء معين ان يؤثر على تصويرها .
و على ما يبدو بعد ان قامت بأداء صيغ مختلفة للمخرج سألته
سيدي , كيف تريدني ان اصورها , " جنون " انفصام الشخصية او " جنون " الهوس الاكتئابي ؟
المخرج الذي لم يكن بالطبع ذا ضمير حي مثل الممثلة و ليس لديه اي فكرة عما تشير اليه , نظر الى وجهها وقال
سيدتي , ارغب في ان تقومي بدور " جنون " سينيمائي .
و من ثم يقوم باعطائها المراجع عن كيف تم لعب هذه الادوار سابقا في السينما الهندية التي قد لعبت من قبل فنانين مختلفين .
(اعتذر عن استخدام مصطلح " جنون " بطريقة غير صحيحة)

* لحظات الكسل *

في حين ان القليل من هذا لا بأس به - نحن جميعا نقوم بذلك نوعا ما , و نصف ذلك بالإلهام - فالكثير منه عادة ما يجعل الفن رديئا جدا بالفعل .
فالفنان ينتمي الى فنه , و ليس الى مهارته الفنية .
جوهر الابداع هو ان تكون قادرا على التمسك بصدقك الخاص لفنك بقدر ما تستطيع .
و هذا يحتاج الى الشجاعة .
فمن الاسهل بكثير ان تقدم حلول وسطية .
احيانا , الذي يمثل الصدق بالنسبة لك لا يتردد صداها فحسب مع عالمك الخارجي , و القدرة على تجاوز ذلك الانفصال بين افكارك و افكار جمهورك هو امر مستحيل اذا كنت قد سمحت لنفسك ان تكون كسولا بشأن ابداعك .

* أساتذة الفكر *

معظم الاساتذة يتم تقديرهم فقط بعد فترة طويلة من الزمن الذي عاشوا فيه .
يستغرق العالم عدة قرون للوصول الى المكان الذي يتمكن فيه من تمييز الصدق الخاص به و الذي كان على الفنان ان يعبر عنه بنفسه .
لا اعرف استاذا واحدا كان كسولا بشأن فنه .
هذا لانه عندما يكون الشئ الذي ابدعته هو جزءً منك , فمن المستحيل ان تشعر انها اعمال روتينية .
فعندما توظف ابداعك بشكل سطحي لا يتردد صداه في داخلك , فمن الصعب ان تقدم كل ما عندك .
* الطالب و الدراسة *

بنفس الطريقة حيث يمكن ترجمة الكسل الى نقص في القدرة على الصرامة الابداعية , هناك ايضا شكل من اشكال الكسل الفكري الذي يمنعنا من الاستكشاف عميقا بما فيه الكفاية او ان تكون فضوليا بما فيه الكفاية للعثور على اجابات اسئلتك .
انا كثيرا ما اتعجب من الكسل الفكري الذي يشجع عليه بعضا من مدارسنا و معلمينا .
على سبيل المثال , اطفال ينسخون الملاحظات , المذاكرة للامتحانات من الكتب المجمعة من أوراق اسئلة العام الماضي , مدرسين يقومون باخراسهم عندما يسألون أسئلة كثيرة جدا و هلم جرا .
قد تم ايقاف معلم مدرسة في أتلانتا , من اجل اعطاء الطلاب كل الاجابات اثناء الامتحان و عند استجوابه , قال

كان علي ان اعطيهم الاجابات لانهم اغبياء مثل الجحيم .

ربما يعتبر هذا هو الملعم المثالي للطلاب الذين استعدوا للامتحانات بشكل ردئ , و لكن النقطة التي اود ان ألقي عليها الضوء هو ان المعلمين في بعض الاحيان يسلبون ثقة الطلاب في سعيهم على الحصول على تقدير جيد للمدرسة او حتى الاطفال انفسهم .
علينا ان نغرس الثقة في الاطفال حتى لا يشعروا على الاطلاق بالغباء و تقبل حقيقة ان هناك اشياءً لا يعرفونها و انه ليس هناك من ضرر في ذلك او من اخبار معلمك بذلك , حتى يتمكن من مساعدتك في هذا الامر .

* الاعلام الشعبي *

سحر التعليم اصبح يتقلص من قبل التفكير السطحي الذي انعكس في مجتمعنا ككل .
مستوى التحاور قد انحدر .
شغل التلفاز و ستجد ان المذيع اكثر اهتماما في الاصرار على انه اكثر ذكاءً من اي نقطة في صميم الموضوع على الاطلاق .
انهم كسولين جدا في الواقع .
لا يتم فحص الحقائق , تستخرج الارقام من دون اي قواعد و يتم اصدار الاحكام دون الحاجة الى الاطلاع على اي ادلة على الاطلاق .
غالبا ما اكتشف الفلم الذي سأقوم به و مع مَن , بالاضافة الى مَن الذي قد استبدلته و قمت بطرده من الفلم .
ايضا , وِفْق ما نقل في عدد من الاشياء التي قرأتها و شاهدتها انني اقوم بحساب مرتبي , كلما رغبت في ان اشعر مثل كارولس سليم - رجل اعمال مكسيكي شهير .
مشكلتي ليست مع اخبار الاعلام الشعبي , بل مشكلتي مع الكسل خلف عدم الحصول على نوع من الركائز الواقعية التي يتم بناء التعليق عليها .
ذلك فقط !
خلاف ذلك انا استمتع بالاشاعات كما يفعل الجميع .
لا استطيع ان اقول انني احب ذلك , و لكنني استمتع بها في بعض الاحيان .
و هذا يقودني الى ان أَحَطْ انواع الكسل في قائمتي للكسل : الا و هو الكسل الاخلاقي او عدم وجود الصرامة الاخلاقية .

* الاخلاق و القيم *

انا لست فيلسوفا اخلاقيا و انا املك فكرا خاصا بي و مستقل للغاية للقيم التي ينبغي ان تكون - انا لن ادخل في هذا في الوقت الحالي .
انا لا أدعي انني الماهاتما او انني اطمح من اجل السكينة كما قد يفعل البعض .
أخلاقياتي هي على الارجح جانبي المثالي الواقعي , و لكنهم مدروسين و واضحين .
و مازلت في حيرة على الدوام من الكسل الاخلاقي الذي يحيط بنا في معظم الاحيان .
انه ليس بالامر الكثير ان يعيش الناس حياتهم على حافة الاخلاقيات الاجتماعية المقبولة .
انا لا اصدر الاحكام من خلال هذه الامور , و لكنني أؤمن حقا انه ينبغي ان يكون لكل واحد بوصلته\ها الخاصة التي تعرف حدوده\ها الخاصة شريطة ان لا تسبب ضررا للآخرين .
انني اتفاجأ عندما يصنع الناس من حياة الاخرين الجنسية او ما يفعلونه في حياتهم الخاصة قضية كبرى .
اذا أراد شخص ما ان يعبر عن الحب بالطريقة التي يرغب بها و كان كل شئ بالتراضي و سعيد من اجل شريكه المَعْني او شركاءه , اعتقد اننا ينبغي فحسب ان ندعها كما تكون .
انه الحب !
قد لا يكون ذلك هو فكرتك عن الحب , و لكن هذا لا يجعل منه غير صحيح او غير اخلاقي .

* الاشياء البسيطة *

ان عدم وجود عمق في رؤية الناس لسلوكياتهم و السهولة في ايجاد الاعذار لانفسهم هو ما يثير فضولي .
انا لا اشير الى الامور الكبيرة - سرقات الاموال , التحايل , فضائح الكيريكت الخ .
انا اتحدث عن الاشياء الصغيرة .
الطريقة التي يعامل بها الناس اصدقائهم , كيف ان خذل شخص لآخر يصبح - احترافا - او استغلال شخص لآخر يصبح - صداقة - و الذي يقصد بها المنفعة .
انا اتحدث عن الاشياء اليومية التي في الواقع تجعل حياتنا صالحة للعيش .
انا أؤمن ان جوهر الصداقة هو الرحمة و التسامح , و ليس الحب .
الحب من دون الرحمة و التسامح غير مكتمل .
الرحمة و التسامح لا يمكن ان يأتي الا اذا قام الشخص بتطبيق الصرامة الاخلاقية على نفسه .
هو ناتج لفهم اوجه القصور الخاصة بك , بان تشاهد المواضع التي كنت قد اخطأت فيها و قمت خلالها بتوسيع حدود القيم الخاصة بك .
من خلال القيام بذلك , ستفتح قلبك نحو فشل و ضعف الاشخاص الاخرين .
عليك ان تدرك انهم هم ايضا , محاصرين في دوافعهم الخاصة , في المعضلات و انعدام الامان .
لن تتوقع الكمال اذا كنت قد تعلمت ان تكون كريما .
فأنت ستتقبل جمال عيوبهم و تصبح قادرا على الحب مهما بدر منهم .

* الحق و الباطل *

قرأت في مكان ما ان تجربة حياة كل انسان تخلق عالم اخلاقي فريد من نوعه حول الافراد التي تصبح السيرة الذاتية لحياتهم و تحدد الكيفية التي يعيشونها .
لقد وجدت ان هذه الفكرة مثيرة للاهتمام و حقيقية .
بعضا من تلك العوالم هي في غاية البساطة و مستقيمة في حين ان البعض الاخر معقدة للغاية .
احيانا الاطارات البسيطة هي اسهل في السكن لان صلابتها مريحة اكثر من انسيابية الاطارات الاكثر تعقيدا .
يحدث الكسل عندما تبقى في اطار معين دون ان تتحداه مطلقا .
انها ليست مسألة ما اذا كنت على حق او باطل , جيد او سئ , افضل او اسوأ .
بل هي مسألة ما اذا كنت تقوم بتحدي محاسنك او مساوئك او صلاحك او قدرتك على ان تكون سيئا .
كما انها مسألة اذا ما كنت تتقبل الامور على انها جيدة و كيف و لماذا اخترت تعريفها على هذا النحو .

* الحياة داخل احواض السمك *

اذا سمحت لنفسك بالكثير من الاعذار و القليل من التحديات , فالاحتمالات هي انه سينتهي بك الامر غير سعيد و غير قادر على جعل الاخرين من حولك سعداء .
تَخَيُل ان الكون بأجمعه يتآمر ضد فرحك قد يكون اسهل من ان تنظر الى داخلك و التأمل في كيف انك تساهم في معاناتك , و لكن ذلك ايضا لا يحقق لك السعادة .
نحن الممثلين بارعين في نظريات المؤامرة .
الذي نقوم به اننا نعيش في داخل احواض للسمك , فذلك يجعل من السهل بالنسبة لنا ان نشعر باننا مهمين للغاية و يترتب على ذلك اننا نميل نحو الشعور و كأننا ضحية كذلك .
مثل سقوط ذلك الباب الكبير الغبي فوقي مؤخرا و سبب لي اصابة بالغة للغاية .
درس للشباب :: في بعض الاحيان سقوط الابواب الكبيرة او الناس عليك يمكن ان يضرك بشدة - و لكن ذلك مقال آخر .
لنعود الى الممثلين الذين يشعرون بانهم ضحايا .
لقد بذلت جهدا لافهم اعتقاد بعض الناس في ان وقوع هذا الحادث قد كان خطوة مدبرة لأتفوق على ما يسمى بالمنافسة .
حقا !
و ماذا بعد ؟
هل سأقوم بتأجير من يختطفني و يرسل اجزاء جسدي الى المسارح ليتم توزيعها على الجماهير التي تشتري التذاكر بالجملة ؟
فقط لاضع الامور في نصابها , كل ما احاول القيام به هو ان اصنع الافلام بأفضل ما اوتيت من امكانيات و بحماس .
الامر بهذه البساطة , هذا كل شئ !
اي نظريات مؤامرة اخرى تتمحور حول الحوادث التي تحصل لي او عن سلوكي العام هي فكرة خاطئة .
و أود ان اذكر نفسي ايضا ان لا أقع في فخ مرض الاضطهاد .

* راهول مقابل هاملت *

مسرحية هاملت ليست ممتعة دائما , على كل حال .
مع اعتذاري الشديد لشكسبير , فهاملت شاب مضجر مشبع بالعاطفة الى حد مفرط .
و لكن راهول من ناحية اخرى , هو شاب مثير للاهتمام اكثر .
انه يفرض السعادة على العالم من حوله , يغني الاغاني كلما كان حزينا او يرغب في جذب انتباه النساء و لديه حس فكاهي حول نفسه .
بالاضافة , الى انه يلقي نظرة فاحصة على نفسه في المرآه , يبذل قصارى جهده و يعمل باجتهاد في كل ما ينوي ان يفعله - حتى لو كان ان يجعل انجالي تقع في حبه .
لذا فنصيحتي البليغة لكم جميعا هذا الشهر

حركوا مؤخراتكم , تحركوا مع مخطط .
كن شجاعا بما فيه الكفاية كي لا تكون كسولا حول من يمكن ان تكون و ما ينبغي ان تكون .
لا تشعر بالأسف على الانسان الذي انت عليه بالفعل .
الكون هو مؤامرة جمال مع سعادة مخبأة داخل بساطة الطبيعة و تعقيداتها اللانهائية .
لا تكن مذعورا من الحياة - او من الجملة التي قبل هذه , لقد صممت لتخليصك من بعض الكسل الفكري - فقط تأكد من انك ترفض ان تكون كسولا حول العيش بشكل جيد .

الان عملي لهذا الشهر قد انتهى .
و بحاجة للوصول الى بطانيتي , و الحصول على بعض المأكولات الخفيفة و التحديق في التلفاز بذهول .
مثل رجل الكهف الذي يحدق في النار بعد يوم شاق من الصيد .
فقط لكي لا اشعر بالكسل , تم وضع جميع الاستعدادات في صالة ألعابي الرياضية , في وسط كرات تمارين العضلات الحديدية و رائحة العرق .
و حتى البرج الفلكي المقبل ... سأغط في نوم عميق ...

مقالة بقلم شاروخان لصحيفة DNA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق