الاثنين، 16 أكتوبر 2017


مختلف بجرأة

تم نشر المقال في 4\15\1995

متغطرس , متقلب و حيوي , أحدث معشوقي بوليود هو عبارة عن إعادة تعريف لبطل السينما الهندية


شاروخان عاري الصدر .
في ظهر يوم مثالي في مومباي , هو رام جاني , مجرم ساخر في فلم يحمل 
نفس الإسم .
سلسلة ذهبية سميكة , معقودة على الرقبة , تستقر على صدره الصبياني 
الأملس .
سوار ذهبي مكتنز و خاتم ألماس بحجم البازلاء تعزز صورة المتشرد - فتى 
الشارع الصارم الذكي - المثابر .
يرتدي سترة أرجوانية مصممة بإتقان مع بنطال أرجواني , يضع إبتسامة 
ساخرة , يمرر يديه خلال شعره الطائر معلنا " أحب هذا , إنه شرير للغاية ."
خان هو فتى بوليود المتأنق .
متواجد منذ 3 سنوات في الصناعة , لديه 11 إصدارا , معظمها ناجح .
آخرهم , فلم Karan Arjun , الذي من المتوقع أن يصل الإجمالي إلى 
أكثر من 50 كرور .
في الآونة الأخيرة , إستطلاع للرأي في مجلة أفلام لـ 10.000 مستطلع 
, صنفه كثاني بطل مفضل في البلاد بعد أميتاب باتشان .
في الشهر الماضي , حصل على جائزة الفلمفير الـ 4 ... هذه المرة كأفضل 
شرير عن دوره العاشق المختل عقليا في فلم Anjaam .
متغلبا على أقوى الممثلين مثل نصيرالدين شاه و باريش راوال في الحصول 
على الجائزة , خان خلق تصنيفات تاريخية - فهو أول بطل فلم هندي يفوز 
في فئة الشرير .
القيمة السوقية لخان تحلق عاليا , و بطبيعة الحال , الجميع يريد العمل معه .
لديه 6 أفلام يجري تصويرها , يعمل نوبتين في اليوم و ليس لديه مواعيد 
مفتوحة حتى شهر أكتوبر 96 ... و لكن ذلك الأمر يردع القلة .
فـ سيل مستمر من المخرجين - و متعهد مقره في لندن , فرهاد حسين , الذي 
يقدم 1.5 كرور مقابل 21 يوما من العروض في أوروبا و أمريكا - يعرجون 
عليه بإستمرار .
فنيين الإستديوهات , مصدر الصناعة المعتمد عليهم , يشيرون إلى الفتى 
البالغ من العمر 29 عاما بـ " السيد خان ".
يرسل المعجبين إليه 75 رسالة في اليوم و قبل شهرين , ظهر زوجان 
مسنان من لاتور أمام بوابته , مدعيان أنهما والديه المفقودان منذ 
فترة طويلة .
فاز خان باللعبة من خلال كسر القواعد .
أول ممثل تلفزيوني يعبر إتحاد النجومية الكبير , فهو صنع مهنة من 
الأدوار المرفوضة .
فقد كان من المفترض أن يلعب أرمان كولي دور إبن الصناعي الحيوي في 
Deewana ... فيفك موشران و عامر خان كانا الخياران الأصليان لنسخة 
فلم Shri 420 الجديد , Raju Ban Gaya Gentleman .
خوفا من العبث بالصورة التقليدية لحقبة الـ 70 , رفض عامر دور العاشق 
المهووس في فلم Darr و رفض سلمان خان دور المنتقم المتعطش للدماء 
في فلم Baazigar ... إنتزع خان كلاهما و أعاد إبتكار بطل الفلم الهندي .
و لكن بعد ذلك , قام بثبات بتوسيع القيود , و نجح في إمتطاء السينما التجارية 
و الموازية - عمل فذ حتى أميتاب باتشان لم يتمكن من القيام به .
أول فلم وقع عليه كان فلم كيتان ميهتا Maya Memsaab المستوحى 
من فلم Madame Bovary .
في وقت لاحق , قام بعمل فلم ماني كول Ahmak , المستند على فلم 
دوستويفسكي The Idiot , و فلم كوندان شاه المرير - العذب 
Kabhi Haan Kabhi Naa .
في هذه الأيام , هو يقوم بالتصوير من أجل مخرجين متعددين مثل عزيز 
ميرزا , ماهيش بهات , موكول أناند و سوبهاش غاي , و أصبح كل شئ 
لجميع الناس .
موكول أناند يدعوه بـ " الوجه الجديد للصناعةو " وجه الممثل المنضبط 
الذي يمكنني أن أقدمه لعالم الشركات "... ماهيش بهات يدعوه بـ " الدينامو
و يراه كيتان ميهتا كـ " ممثل العصر الحديث ".

يقول كيتان ميهتا :: هو لا يتقيد من قبل منهج مدرسة تمثيل .
يمكنه تجسيد العديد من التجارب في وقت واحد و لديه ضبط غريزي مع الوقت .
إنه تعويذة حقبة الـ 90 .

عندما سئل خان ما هو السحر , إندفع قائلا مع إبتسامته المدملة  :: لا أعلم .
أنا في خضم سلسلة من النجاحات , و كل ما يمكنني قوله هو , أن الله , لا يدع 
الأوقات الجيدة تتوقف .

التفسير ربما , يكمن في طاقته التي لا حدود لها ... خان لا يتوقف مطلقا .
يغذيه بإتباع نظام غذائي مستصعب من الكافيين , السجائر و وجبات الدجاج 
, إنه يراوغ بإستمرار و يتظاهر بدلا من التحدث .
العينان ذات اللون البني الشفاف دائما ما تمسح المناطق المحيطة بها . 
يقول , أن النوم , عبارة عن مضيعة للوقت .
على الشاشة , الطاقة تترجم إلى خطاب سريع , شفاه مرتعشة , إيماءات 
يدين مستمرة ... يكاد يجبر المشاهد على مواصلة المشاهدة .
حيويته تعطيه ميزة على زملاءه المشاركين و تجعله لا يمكن التنبوأ به .
و بالتالي الصبي المحبوب , الحساس يتحول إلى مريض نفسي مقنع على 
حد سواء .

يقول بهات :: البراءة بالإضافة إلى الطاقة الجنونية - هذا هو صوت شاروخ .

الطاقة تترجم إلى أسلوب , و بالنسبة لخان " الأسلوب جوهري " , قال 
خان :: أنا لا أؤمن بالتمثيل الذي لا يملك أسلوبا .
أنا لا أصبح الشخصية .
فأنا سأكون دائما خان الذي يلعب دور المتسول أو الشرير أو القروي .

هذا , و مع ذلك , لديه قيوده .
الأسلوب يصنع النجم و لكن الجوهر يصنع الممثل و النقاد بالفعل يصرون 
أن خان في كثير من الأحيان سلوكياته مبالغ فيها .

كوندان شاه يؤمن أنه لديهم مناشدة شعبية , فقد قال :: السلوكيات هي من 
تحببك للجمهور .. و لكن يمكن أن تصبح أيضا شَرَكا .
شخصية خان هي أكبر من الأدوار , لذا ينبغي أن يتكيف السيناريو مع الممثل 
... لا أن يتكيف الممثل مع السيناريو .

لم يدع شيئا للإستبطان , خان , منذ البداية , كان صريحا مع النقاد , فقد 
قال :: أنا أملك فقط 5 أو 6 تعبيرات ... أجل , إنه أمر محدود للغاية 
بالنسبة لممثل .
و من ثم , كطفل مدلل مزعج , بشكل متوقع قال :: أنا أعلم أن الناس تفكر 
أنني دخيل ... و لكن اللعنة عليهم جميعا .

كانت الغطرسة متواجدة حتى عندما كان خان يتقاضى 8000 روبية لكل 
حلقة تلفزيونية ... المنتج فيفك فاسواني يتذكر الإلتقاء به في مقهى بمومباي 
في الضواحي عام 91 :: كان واضحا للغاية أنه لا يريد العمل في الأفلام .
و لكن أسلوبه في قول ذلك كان مثل , أنا أعظم ممثل في العالم لا يوجد جدال 
حول ذلك .

أصدقاءه يقولون أن صعوده المذهل في عالم السينما لم يتبدل كثيرا .
هو الآن يعيش في سقيفة تطل على البحر و هو يتأمل في شراء سيارة 
BMW , و لكن تحت الغطاء المترف , فتى دلهي المتعلم في المدارس 
الحكومية لا يزال كما هو .
يجلس في غرفة معيشته المنسقة باللونين الأسود و الأبيض , هو قادر 
على محاكاة الشهرة بسخرية .


عندما المدلكة , التي تنتظره طوال الصباح لتقوي عضلات كتفه , تُعَبر عن 
نفاد صبرها , يلتفت خان إلى زوجته جوري و يقول :: من فضلك أخبريها 
, أنني النجم .

حسنا , إنها ليست قيمته كـ " نجم " النقطة المؤثرة بالنسبة لزوجته , التي 
هي الشخص الأكثر أهمية في حياته .
أصدقائهما يأتون من محيط إهتماماتهما و هي ليست إجتماعية مع الصناعة 
, فقد قالت جوري :: حياته المهنية لا تهمني حتى لو 1 في المائة .

في الواقع , الإثنين يبدوان مثل زوجين مترفين أخذا منعطفا خاطئا إلى 
مدينة السينما , يقول فيفيك فاسواني :: شاروخ يمكنه العيش من دون 
أوكسجين و لكن ليس من دون جوري .
إنهما لا يتشاجران قط .
عندما هي تصرخ , هو يستمع ... إنه مسلوب العقل تماما معها .

ذات مرة , خلال السنة الـ 7 لعلاقتهما في دلهي , قد تشاجرا و هي ذهبت 
إلى مومباي دون أن تخبره .
هو قد تبعها - أول رحله له إلى مومباي - دون أي فكرة عن مكان إقامتها 
و مشط الشواطئ بحثا عنها - لأنها تحب السباحة .
مثلما في حبكات بوليود قد نام في شارع مومباي مارين درايف و أخيرا 
وجدها بعد 7 أيام على شاطئ غوراي .

قال خان أنه لا يستطيع أن يؤدي مشهدا إذا ما كانت متواجدة في موقع 
التصوير :: حينها سأقوم بالتمثيل أمام شخص يعرفني تمام المعرفة .

تقول جوري أن الشخصية الأقرب إلى زوجها هي سونيل من فلم 
Khabi haa khabi naa - حنون , مرتبك , غير آمن , و لكنه 
جوهريا حسن العشرة .
خان يريد كثيرا أن يكون جيدا لأنه يؤمن أن الأخيار هم من يربحون دائما .
و على الرغم من أنه ينفي بإستمرار لعب لعبة الأرقام في هذه الصناعة , إلا 
أنه يعترف أنه غير آمن و حتى أنه قلق .

مؤخرا , كان عائدا من لندن على متن رحلة طيران هندية و التي كانت تحتفل 
بمهرجان شاروخان و تعرض عددا من أفلامه على التوالي ... و عندما سئل 
عن التجربة , قال :: لقد شعرت بالتواضع .
لا أستشعر أي إنجاز على الإطلاق .

النجم المتقلب , المتهور سوف يطارد مراسل مجلة أفلام من الإستديو لأنه 
كتب أن لديه علاقة غرامية , و لكن في وقت لاحق , سوف يذهب أيضا إلى 
منزل المراسل و يعتذر منه .

هو يصر أن الغطرسة , التي تؤدي إلى المشاحنات مع الزملاء و الصحفيين 
, نابعة من إنعدام أمان عميق :: ما زلت أشعر بالتوتر قبل كل لقطة .
أنا لا أعرف عملي ... أنا حقا لا أعرف ما الذي أقوم به .

قلة المعرفة قد ساعدت .
عزيز ميرزا , الذي وجه خان في مسلسل Circus , يقول أن أكبر مزايا 
الممثل هي " عدم إمتلاك خلفية سينمائية ".
كان والد خان يعمل في قطاع النقل و نشأ في حي بنجابي في دلهي .
مترقبا للشهرة , جلس على جدار الحديقة , و هو في عمر الـ 5 , يرسل 
قبلات للمارة .
جاء أول دور له في عمر الـ 8 عندما لعب دور قرد في الإنتاج المحلي 
لمسرحية Ramayana .
إهتمامه في التمثيل أدى إلى إنضمامه إلى فرقة مسرح باري جون , و في 
نهاية المطاف , التلفاز .

و لكن مسيرته المهنية لم تبدأ جديا إلا بعد وفاة والدته في شهر أبريل 
لعام 1991 , و قد توفي والده قبل بضعة سنوات , و أصبحت الأفلام 
وسيلته للهروب من الألم :: لم أنضم إلى السينما لأصبح نجما عظيما 
... أردت الهروب من ذكريات والدتي .
بدأت الإيمان بالله بعد وفاة والدتي لأن بعد ذلك هناك النعيم و الجحيم 
و قد ألتقي بها هناك .
أفكر بها كـ نجمة .
إنها نقطة مرجعية صلبة في حياتي .
و قد تخيلت , أنني إذا كنت في الأفلام , إذا كنت على شاشة كبيرة 
, فمن الأسهل بالنسبة لها أن تراني .

سواء ظل خان يتألق في الأشهر المقبلة أم لا , عندما موجة من أفلامه 
تضرب الشاشة , سيقول بكل ثقة مبتهجا :: أنا لا أضع حدودا لنفسي .
معاييري عالية جدا بحيث لا تستطيع رؤيتها .

المعجبين يتجمهرون خارج باب غرفة مكياجه , في حين أن المنتجين 
يجلسون في الداخل يخططون للضربة المقبلة و المخرجين ينتظرون 
لخلق المزيد من السحر .
بينما يخطو إلى لقطته التالية - في البدلة الأرجوانية و الشعر المبهج 
- شاروخان لديه أسباب ليؤمن بأنه سيعيش إلى الأبد ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق