كانت شهيناز مقربة أكثر إلى مير من شاروخ .
إختار لها مير خصيصا إسمها الأوسط , لالا روخ , و الذي يعني " جميلة مثل الخشخاش ".
كان يحب هذا الإسم لدرجة أنه قد إقترحه على الممثل كانهيا لال عندما ولدت بناته ...
و لكن كانهيا لال إعتقد أن الإسم كان أجنبيا
للغاية و غريبا على محيطه الريفي .
بعد عقد من الزمن , عندما ولدت إبنته , شعر مير بالسرور كثيرا في تسميتها لالا روخ .
تماشيا مع إسمها , شهيناز شبت لتصبح إمرأة فاتنة ... فقد جذبت عيناها و بشرتها الفاتحة حشد غفير من الخاطبين .
في وقت مرض مير , كانت شهيناز طالبة في كلية السيدة شري رام .
و قد أصر مير على أن تعيش في نزل الكلية ... فقد كان يؤمن بأنه سيكون تعليما إضافيا .
قد ساعد النزل في حماية شهيناز من طحن تدهور صحة مير .
عندما توفي مير , ذهب شاروخ إلى الكلية ليجلب شقيقته ... كانت فاطمة قد أمرته بعدم إخبار شهيناز و قد أمضى طوال طريق العودة إلى المنزل يتفادى النظر إليها .
و وصلت إلى المنزل جاهلة بأن والدها قد مات .
كانوا يعيشون في شقة بحجم علبة الثقاب في منطقة سافدارجانغ .
حالما صعد شاروخ و شهيناز إلى الطابق الـ 2 حيث تتواجد شقتهما , لاحظت شهيناز
حركة مضطربة .
سألت شاروخ ما الذي يحدث و قد تمتم بشئ عن أن صحة مير ليست على ما يرام .
دخلت شهيناز الشقة , و عندما شاهدث جثة مير , ملفوفة باللون الأبيض , مستلقي
جامدا في وسط غرفة معيشتهم الصغيرة للغاية , محاط بنساء باكيات , إنهارت شهناز
مثل الشجرة التي بترت بالفأس .
سقوطها قد حطم أكواب الماء , التي وضعت على الأرض .
لعدة أيام , لم ذررف شهيناز الدموع ... فـ بدلا من ذلك , إنعزلت في حالة إكتئاب و التي
لم تشفى منه تماما .
كان شاروخ حينها سيبلغ سن الـ 18 بعد أسبوعين .
لم يعد يكتب الشعر مجددا ... فمن دون تواجد مير حوله لتسجيلها , القوافي الصبيانية لم
تعد تبدو مميزة .
شاروخ كان مكتئبا , منهكا وغاضبا بشدة و لكنه تعافى فورا .
مدرسته في الصف الـ 8 سيثا فينكاتيشواران قد ذكرت قائلة :: لم يكن من النوع الذي
يتغيب عن المدرسة و والدته لم تكن من النوع التي تجعله يتكاسل .
فهو قد مضى قدما فحسب .
مدرسة سانت كولومبا , حيث تم تسجيل شاروخ في روضة الأطفال شهر يناير 1972
عندما كان يبلغ من العمر 3 سنوات , مؤسسة مهيبة منتشرة على مدى عدة فدادين في جنوب دلهي .
تأسست من قبل الأقليم الهندي من جماعة الأخوة المسيحيين , بدأت في الـ 29 من شهر أبريل 1941 مع 32 طالب .
سمعة المدرسة قد نمت مع حجمها , و بحلول عام 1955 , بلغ عدد طلابها 2200
, و قد أضيف مبنى جديد .
إشتهر الإخوة الإيرلنديون بالإنضباط .
حتى أواخر الـ 80 , كان العقاب البدني يستخدم في سانت كولومبا .
الأطفال الأصغر سنا كان يستخدم معهم الصفع ... و الأكبر سنا كانوا يضربون بالعصا
على مؤخراتهم - بضعة ضربات قاسية تعني الجلوس على السترة أو الحقيبة طوال اليوم لتخفيف الألم .
و الفتيان الكبار كان يتم ضربهم بشدة على المفاصل و الأصابع .
في أيام الشتاء الباردة , الضرب بالخيزران على الأصابع المتجمدة تسبب بثور فورية .
كان الإخوة الإيرلنديين يخبئون الخيزران في ردائهم ... و إذا ما تم كسر القواعد , كانت العقوبة فورية و مؤلمة .
كانت المدرسة تصر على الأظافر المقصوصة و الشعر القصير .
أي شخص مع شعر ذا طول معين يتم إرساله إلى الحلاق المتواجد على رصيف سوق
جول القريب .
شاروخ , المبارك بشعر كثيف و جامح قد سلك هذه الرحلة في كثير من الأحيان .
يتم الأمر الساعة 7.30 صباحا و الحلاق عادة يكون قد إستيقظ للتو ... مع رائحة الفم الصباحية و العيون الناعسة , يبدأ الحلاقة مع نفس السؤال " ما نوع الحلاقة التي تريدها
, دراميندار أو أميتاب باتشان ؟ "
بعد سنوات , عرف شاروخ أنه قد حصل على النجومية عندما أخبره مصففي الشعر أن الزبائن كانوا يطلبون قصة شعر شاروخان .
إن شبح القساوسة الحاملين للخيزران و القائمة المطولة للقواعد في سانت كولومبا لم
تردع شاروخ .
كان سيد الخدع ... و قد كانت أفضل حيله الظرافة , الجسارة و عادة ما يتسخدم موهبته التمثيلية الناشئة .
في الصف الـ 9 , إقتبس حوار أميتاب باتشان من فلم يسمى Kaalia لإقناع المعلمة أن والديه و إدارة المدرسة يسيئون معاملته ... و أنها كانت دعمه الضعيف الوحيد .
و بالنظرإلى هذا و إلى حالته النفسية الهشة , أخبرها , أنه ينبغي عليها أن تسمح له بتخطي بعض الإختبارات القادمة .
فقد قال " بالنسبة لي , الله من فوق و أنت من الأسفل . ما بين الإثنين , يا مراج , رب الموت , يهاجمني بسيفه ".
و المعنى الضمني لهذا أن المعلمة كانت الوحيدة التي تستطيع إنقاذه من الدمار .
و قد صدقت هي ذلك و سمحت له بتجاوز الإختبارات .
بحلول الصف الـ 11 , كان أكثر جرأة .
ذات مرة , عندما كان الدرس مملا بشكل لا يطاق , تظاهر شاروخ بحدوث نوبة صرع ... وقع على الأرض و بدأ الزبد يخرج من فمه .
أصدقاءه , مجاراة لخدعته , أقنعوا المعلم , الذي صادف أنه يرتدي حذاء من جلد الغزال ,
أن الطريقة الوحيدة لإيقاظ شاروخ كان من خلال جعله يستنشق رائحة حذاء من جلد الغزال .
و قد تطوع الملعم بحذاءه على الفور .
أخيرا حملوا شاروخ و الحذاء خارجا بحجة أخذه إلى الطبيب .
كانوا يتسكعون خارج المدرسة في حين أن المعلم كان يقفز في الأرجاء مع حذاء واحد
طوال اليوم .
في بعض الأحيان , عندما يتمادى في مزاحه , يتم إستدعاء فاطمة إلى المدرسة للتباحث
حول إبنها المذنب .
و لكن شاروخ لم يتخطى الحدود بما فيه الكفاية تستدعي التعليق أو الطرد .
الدرجات الجيدة قد منحته مرونة ... و كذلك فعلت أنشطته الرياضية - كان شاروخ يلعب الهوكي , كرة القدم و الكيريكت و يقود الفرق المدرسية في العديد من الألعاب الرياضية .
قال مدير المدرسة المتوسطة , الأخ إيريك دي سوزا :: قد كان كاسرا للحدود .
و لكنه أيضا كان ذكيا بما فيه الكفاية للعيش على الحافة و عدم الوقوع .
كان الأخ دي سوزا المقيم في سانت كولومبا مبجلا .
هو قد وسع تعريف كل من المعلم و الكاهن و كان له تأثير أساسي في حياة شاروخ .
كان إريك في الـ 20 من عمره و لكن كونه الأصغر سنا من المعلمين الآخرين لم تكن السمة الوحيدة التي يتميز بها .
كان إريك لديه شعرا طويلا و يعزف على القيتار ... فـ بحكم أنه المسؤول عن العديد من أنشطة المناهج الدراسية المشتركة , كان يتسكع من الفتيان بعد المدرسة و يمنح المراهقين المهمومين أذن صاغية .
يمكن للطلاب التجمع في غرفته من أجل الحصول على جرعة من الموسيقى أو المشورة .
إريك قدمهم إلى أحدث الأغاني الغربية الشعبية بما في ذلك أغنية بينك فلويد التخريبية بشكل مثير Another Brick in the Wall .
كان يتذكر كل صبي بإسمه الأول ... و قد كان مليئا بالأفكار الجديدة و المفعمة بالحيوية .
إريك قد أدخل أجهزة الكمبيوتر إلى المدرسة وكان يكتب المقررات المدرسية للطلاب بنفسه .
و لكن الكاهن لم يكن يتواهن في جزئية الصرامة .
كان يصر على التألق الأكاديمي و ضرب الطلاب بالخيزران عندما يقصرون في مجهودهم .
فإذا كان الطالب قادرا على الحصول على 95 من أصل 100 درجة , الـ 90 لن تكون جيدة بما فيه الكفاية .
إريك , الذي كان يلقب بـ كاوَّا أو الغراب من قبل الفتيان لأن لديه أنف معقوف و بشرة داكنة
, حاول أن يغرس في نفوسهم ضرورة التفكير خارج المألوف و مواصلة رفع المستوى .
كان على حد سواء كابوسا و نموذجا يحتذى به .
في عام 1983 , إريك قد منح شاروخ أول دور رئيسي له ... ذلك الساحر في المسرحية الموسيقية التي تدعى The Wiz , المستندة على فلم The Wizard of Oz .
كانت هناك منافسة شرسة و لكن شاروخ حصل على الدور لأنه كما قال إريك :: كان
متنوعا و لديه ما يكفي من الإعتقاد الذاتي لأن يكون أحمقا إذا ما لزم الأمر .
كان شاروخ لديه الكثير من الثقة حتى أنه حاول أن يغني الأغاني في المسرحية و لكنه لم يتمكن من أن ينجزها .
إريك الذي كان لديه صوتا شامخا جهوريا , و الصبي الآخر بالاش سين الذي سيكبر ليكون مطربا شهيرا , كانا أول مطربين قد قاموا بالغناء لشاروخ .
أبرز أيام شاروخ الدراسية كانت إنشاء " عصابة ".
في الـ 9 من شهر ديسمبر عام 1984 , قام شاروخان البالغ من العمر 18 عاما و 4 من أصدقاءه المقربين بتشكيل عصابة C .
حرف الـ C يرمز إلى كلمة عصري .
العصرية كانت مهمة , غاية و سبب تواجد المجموعة .
و قد عمل الفتيان بإتجاه ذلك .
فيفيك خوشالاني الطفل الغني , والده إشترى قمصان من أمريكا للعصابة .
كان لدى كل قميص شعار عصابة C و إسم العضو في الخلف .
إبنة عم رامان شاروما , مصممة جرافيك , قد قامت بتصميم الشعار .
و قد رسمت أيضا شعار عصابة C صغير للغاية و لكنه واضح على زيهم المدرسي الأبيض بحيث حتى في المدرسة يؤكدوا مكانتهم المميزة .
الأعضاء الآخرين هما بيكاش ماثور و أقرب صديق لشاروخ أشوك فاسان .
خارج المدرسة , الزي المصمم لعصابة C كان حذاء نايك رمادي , جينز أزرق و قميص أبيض .
كان لدى الفتيان بطاقات هوية صنعت في متجر كوناوت بليس مقابل 25 روبية (50 سنت) لكل بطاقة .
كانت البطاقات تحتوي على صورة لحاملها و تاريخ بدء العصابة , 9\9\84 .
الإخوة الديكتاتوريين سمحوا لعصابة C أن تزدهر في سانت كولومبيا ربما لأنه كان في الغالب مواقفهم مسالمة .
المخدرات , الكحول , الجنس لم تكن تمثل طقوس المراهقين و التي أصبحوا عليها بعد عقد من الزمن في دلهي .
كان تمرد عصابة C يقتصر على كونهم عصريين .
حتى عندما كسر الفتيان القواعد , كانت دائما بشكل عابر من خلال إختراق القانون .
ذات ليلة , هربوا من منازلهم - كل واحد منهم قال أنه سيقضى الليلة في منزل الآخر .
لبضعة ساعات , شاهدوا هبوط الطائرات من بقعة بالقرب من مطار دلهي تسمى جامبو بوينت .
و قد وجدتهم الشرطة يلعبون الهوكي على الطريق و إحتجزوهم حتى الفجر .
كان هذا مدى حيوية مراهقتهم .
جاء جميع الأولاد الـ 5 من خلفيات مختلفة .
كان والد رامان طيارا , والد فيفك رجل أعمال يقوم بتصنيع معدات آبار النفط و الغاز ...
و لكن نادرا ما نوقشت هذه التفاوتات .
كانوا يتسكعون في مقهى نيرولا في تشاناكابوري و يلعبون ألعاب الفديو في الطابق السفلي من سينما تشاناكيا مقابل 25 بيسة (جزء من السنت) لكل منهم .
من أجل هذه النزهات , كانوا يجمعون أموالهم الجيبية الضئيلة .
عندما يستطيعون , يذهبون للعب البولينج في مركز البولينج بفندق كوتاب .
كانوا يتمكنون نادرا تحمل نفقات فنادق 5 نجوم و مع ذلك لم يتحدث أحد قط حول من والده أكثر ثراء .
يذهب الفتيان إلى الحفلات و هم يرتدون ملابس عصابة C متمائلة و غالبا ما يجبرون الراقصين الآخرين على الخروج من حلبة الرقص من خلال القيام برقصة Moonwalk
و Breakdancing .
و قد كانوا يتحدثون بلغة منقرضة من أفلام هوليود Yo , Yaooza و Hang ten !
كانت هوليود المصدر المقدس لكل ما هو عصري .
جملة صنع في أمريكا , كان رمزا مطلوبا بشدة للمكانة .
لم يكن جميع أعضاء عصابة C أثرياء بما فيه الكفاية للذهاب إلى الخارج - شاروخ لم يسافر إلى الغرب حتى بلغ عمر الـ 28 .
و لكن مثل شباب المدينة في جميع أنحاء العالم , قد تشربوا الكلام , المشي و السلوكيات من الأفلام الأمريكية .
و من المفارقات أن العديد من هذه الأفلام كانت رديئة , و جميعها تقريبا قديمة الطراز .
قوانين الإستيراد كانت صارمة مما يعني أن منتجات هوليود لن تضرب الشاشات الهندية إلا بعد 12 - 18 شهر من إصدارها في أمريكا .
و الذي يعني أنه بعد فترة طويلة من توقف المراهقين الأمريكيين عن قص القمصان لتبدو مثل قميص جنيفر بيلز في Flashdance , سيبدأ المراهقين في الهند تقليد الموضة .
و لكن حتى بريق هوليود الذابل كان أفضل من بوليود .
كانت الأفلام الهندية بلا ريب قليلة الجودة .
الشباب و المثقفين في الهند الحضرية ينظرون إلى بوليود بإزدراء بإعتبارها مخدرا للجماهير الرعاع .
لم يكن هذا الإزدراء لا أساس له من الصحة .
كانت حقبة الـ 80 عصرا مظلما للفلم الهندي .
و قد أدت التكنولوجيا الجديدة إلى تغيير البيئة الترفيهية .
كانت بوليود تفقد توازنها , و حتى أنجح صانعي الأفلام وجدوا أنفسهم يجاهدون , في محاولة لإستعادة توازنهم .
في عام 1982 , جاء التلفاز الملون إلى الهند ... تبعه بعد فترة وجيزة جهاز تسجيل الفديو أو VCR .
لأول مرة , كان لدى الجمهور خيارا ... لم تعد الأفلام الخيار الوحيد .
في عام 1984 - 1985 , صناعة التلفاز الملون قد نمت بشكل مذهل مع نسبة 140
في المئة .
بالنسبة لفئة معينة من الناس , أصبح الذهاب إلى دور السينما غير ضروري و غير جذاب على حد سواء .
كان هناك القليل لإغرائهم .
كانت الأفلام الهندية في قفر فني .
أميتاب باتشان كان لا يزال يسيطر على زمام الأمور .
في شهر مايو 1980 , India Today , أكبر مجلة أخبار أسبوعية في البلاد , قدسته بـ " صناعة الرجل الواحد ".
و لكن هذه السيطرة الهائلة لشباك التذاكر قد خنق الرؤية الإبداعية .
مخرجين أميتاب , كانوا خائفين من العبث بصورته الخارقة , لذا واصلوا تسويق شكل الشاب الغاضب حتى أصبح مهلهلا .
بعد عقد من دور أميتاب المنفذ للقانون , هبطت الموسيقى على الهامش .
كانت الأغاني مجرد حشو ... و كذلك الممثلات .
كانت البطلات في أفلام أميتاب إلى حد كبير شابات ساحرات في ضائقة و اللاتي يزودن العون البصري للعنف .
عناوين الأفلام تكشف كيف جمدت ممثل من الطراز الأول داخل قوالب مبتذلة
, Desh Premee (الوطني) , Andhaa Kanoon (العدالة العمياء) , Inquilab (الثورة) , Aakhree Raasta (الطريق النهائي) , Shahenshah (الإمبراطور) .
من الصعب تحديد ما إذا كان المحتوى الغير جذاب ينفر المشاهدين أو عدم مبالاة المشاهدين تجبر المخرجين على جذبهم بمحتوى أكثر خشونة .
غير أن الجمهور المسرحي يتألف الآن إلى حد كبير من الشباب الغير مهتم بالتقدم الثوري
أو ما يطلقون عليهم تجار بوليود " السياسيين المعارضين " ... فهم يفضلون الفلم مع أكشن أساسي و عاطفة جياشة .
عدد كبيرمن المخرجين - اللذين كانوا يعملون في صناعة السينما التاميلية في جنوب الهند
- إهتموا بالسياسيين المعارضين .
من عام 1983 فصاعدا كانت هناك موجة من الميلودراما المدوية المبهرجة .
السينما الهندية لم تعطي قط أولوية للدقة , و لكن حتى وفقا للمعايير البوليودية , هذه الأفلام كانت بشكل إجمالي قد تجاوزت الحد .
فلم Himmatwala (الشجاع) , أكثر الأفلام نجاحا " على غرار الأفلام الجنوبية " متميز بأغنية رومانسية خيالية .
هذه الترنيمة , و التي ينتقل فيها البطلان من خلال العاطفة الرومانسية إلى أماكن جميلة بشكل مذهل , هي عنصر بوليود الأساسي .
و لكن هنا وجد البطلان أنفسهما على الشاطئ , مع خطوات رقص بهلوانية و أداء مفرط وسط مئات من الأواني الفخارية المطلية بألوان زاهية .
هذه الأواني قد صنعت تأثيرا لدرجة أنه بعد عام فقط , كان هناك فلما آخر يدعى Tohfa (الهدية) , لديه نفس الممثلين على نفس الشاطئ يقومان بنفس خطوات الرقص الصاخبة في دوائر عملاقة متراكزة من الأواني النحاسية .
دارمش دارشان , مخرج رائد من حقبة الـ 90 , لخص الحركة بإيجاز , فقال :: فجأة سينما بومباي بدلا من أن تنتقل من القومية إلى العالمية أصبحت تنتقل من القومية إلى الإقليمية .
إنها شهادة على موهبة أميتاب باتشان بأنه حنى عندما تعثرت أفلامه في الـ 80 , أتباعه المعجبين لم يفعلوا ... و هذا يشمل شاروخ .
واصل شاروخ أن يكون محبا , حافظا للحوارات و المشاهد - أفضل حوار بالنسبة إليه هو من فلم يسمى Shahenshah " علاقتي بك هي أنني أباك , و إسمي الإمبراطور "
, ذراعه اليمنى المغطاة بشكل غير مفهوم بدرع معدني " فكر بي كشخص لا يقهر و كن خائفا , إنهم يدعونني الإمبراطور ".
و لكن جنبا إلى جنب مع خشونة الشارع المتكلفة لـ باتشان , تمكن شاروخ من صقل أسلوب جون ترافولتا المتبختر من فلم Grease .
كانت مراجعه برنامج Bill Cosby و مسلسل Family Ties ... و قد تم تزيين حائط غرفته بملصقات شيريل لاد و سامانثا فوكس .
و في يناير 1985 , تخرج شاروخان من مدرسة سانت كولومبا .
تم منحه سيف الشرف , أعلى جائزة في المدرسة , المقدمه للطالب الذي يبرع في الدراسة بالإضافة للرياضة و الأنشطة المشتركة في المناهج الدراسية .
شاروخ , كان حينها في عمر الـ 19 , و كان نجم العام .
البيئة المسيحية الصارمة في سانت كولومبا و الصداقات التي زرعت على مدى 13 عاما وضعت شاروخ في قالب غربي .
كان فصيحا , مثقفا في نواح كثيرة , المحترف بالفعل الذي سيعمل في الأفلام بعد عقد من الزمان .
و لكن هذه ليست القصة الكاملة .
تألق شاروخ المصقول و لغته الإنجليزية الراقية تضاعفا من قبل الدنيوية القاسية .
أحد أوائل المخرجين الذين تعاقدوا معه كان سينمائي متخصص مبدع يسمى ماني كول
, و كان قد تبنى رواية فيودور دوستويفسكي The Idiot .
على الرغم من أن ماني كول شعر بأن شاروخ كان يملك " وجه طفولي أكثر مما ينبغي " ليلعب دور روجزوين المنحوس , إلا أنه قد أعطاه الدور لأنه يجد في شاروخ
" مزيجا غريبا من شخص جميل و مشاغب مستفز ".
كان شاروخ أجزاء متساوية من البورجوازية الراقية العصرية و العامية الوحشية .
كان هذا مناسبا للمدينة التي نشأ فيها .
دلهي هي مزيج غريب من المناطق الحضرية و الريفية .
تقع مستعمرات بوش السكنية بجوار القرى ... في بعض المناطق , فقط شارع ممتد هو الذي يفصل المنازل المترامية الأطراف التي تبلغ فيمتها ملايين الروبيات عن معسكر الأكواخ الطينية .
أنقاض القرون السابقة المنهارة تنبثق في زوايا مستحيلة مذكرة سكان المدينة بالتاريخ الغني ... فأقدم الآثار المعمارية في دلهي تعود إلى 300 قبل الميلاد .
كانت دلهي عاصمة لـ 7 إمبراطورات , و فيها العديد من المدن تصطدم ... دلهي الجديدة التي بنيت من قبل رجال الأعمال البنجاب الذين وصلوا خلال التقسيم , دلهي القديمة من قبل أباطرة المغول , دلهي المستعمرة التي صممت من قبل المهندس المعماري البريطاني السير إدوين لوتينز , دلهي الريفية , الخشنة و الصارمة مثل الولايات المجاورة هاريانا و أوتار براديش .